وعدنا لضحايا الرابع من آب!
في ذكرى انفجار الرابع من آب الذي أدمى القلوب وترَك آثارا لا تمحى في نفوس اللبنانيين، المقيمين والمغتربين، من الضروري أن نقيّم الوضع الذي أوصلنا إليه أصحاب الجاه والمال والدولة والسعادة والسيادة… وسلسلة الألقاب الزائفة التي يتغنّى بها مسؤولون غير مسؤولين، لا يستحقون سوى لقب “السفَلة”.
لبنان المافيا التي سمحت بأن يحصل الانفجار، لا يزال على حاله من السيَبان والاهتراء.
لبنان المافيا التي مهّدت الطريق لإبادة مئات اللبنانيين، وعطَبت الملايين المتبقين، لا يزال تحت رحمة هؤلاء المجرمين الذين يستمرون في سياسة الإبادة الجماعية لشعب برمّته.
لبنان المافيا التي فلّست البلاد وسرقت العباد، لا يزال يودّع حاكما بالورود بدل محاكمته، ويستقبل نوابه بالتهويل على الشعب وتهديده… هذا الشعب المغلوب على أمره من جهة، والمشارك بالجريمة دون إرادته من جهة أخرى.
لبنان المافيا التي فرّقت المواطنين وقسّمتهم إربا إربا طائفية ومذهبية، لا يزال رهينة التخويف من أخيه الى حدّ التسلّح في مشروع مواجهة شعبية عندما يصل وقت محاكمة المسؤولين.
لا يسعنا في مثل هذا اليوم الاّ ان نلعن لبنان المافيا، ونطالب اللبنانيين اولا ومن ثم العالم أجمع، بأن يرحموا هذا الوطن وينظفونه من المافيا الحاكمة.. كي يعود الى رسالته الأساسية وهي : بلد الرقي، والريادة، والعلم والمعرفة. هذه الصفات التي لا يزال اللبنانيون يحافظون عليها، ويتفوقون، رغم كل المحاولات لتحويلنا الى شعب متخلّف تابع زاحف.
هذه هي رسالتنا.. هذه هي مقاومتنا.. هذا هو وعدنا لضحايا الرابع من آب، وعزاؤنا.. وسننتصر مهما فعلوا!
أوروبا واللاجئون!
يسأل البعض لماذا اتخذت أوروبا قرارا مجحفا للغاية بحقنا، تحول به دون عودة السوريين المقيمين في لبنان رغما عنا؟
في مراجعتنا المتكررة، كما الكثير من الفعاليات السياسية والأحزاب الأوروبية، والمؤسسات والجمعيات الاجتماعية، من أجل “عودة آمنة لمئات الآلاف من النازحين السوريين الذين لا خطر على حياتهم”، يأتينا الجواب : نريد تقارير علمية لاتخاذ القرار المناسب.
اثنا عشر عاما مضى على وجود جيراننا الهائل على أرضنا، ولا نزال عاجزين عن تكوين ملفات تثبت حقنا، مكتفين بالصياح “فليأخذوهم الى اوروبا “.
والنتيجة أنهم لا يزالون هنا، ولا أحد يكترث لصراخنا. بل ما هو أعظم، لقد باعنا من يكسب الملايين على ظهر السوريين، من مسؤولين محليين من المفترض أن يكونوا وطنيين!
جوزف مكرزل