ونحن في الانتظار!
كان المعلّمون في الماضي صارمين جدًّا، لدرجةٍ أنّهم كانوا يستعملون كلماتٍ بشعةً في تأنيب طلاّبهم مثل “سدّ بوزك وكِّد عاللّوح”.
ومازالت هذه العبارة متداولةً عند كلّ مسؤولٍ في أثناء مخاطبته لأتباعه.
فيا أيّها المسؤولون الأعزّاء، نحن نعلم أنّ ذكاءكم دفعكم للحرص على التّداول بها بطريقةٍ لبقةٍ أكثر، مثل: “سكّر تِمَّك وركّز عاللّوح”.
ترى كم هو عدد الألواح المعلّقة على الجدار الانتخابيّ؟ وهل مازلتم تخافون من وهرة المعلّم عندما يصرخ في وجهكم قائلاً: الإجابة تكون برفع اليد، ولكن من كثرة الأيادي التي تُرفع، تضيع الطّاسة، ولا يبقى غير عبارة “سكّر تِمّك وركّز عاللّوح”.
ماذا سننتظر بعد؟ وماذا ينتظرنا بعد؟ ولا يمكننا في هذه الحالة ” النّيابيّة” إلاّ أن نصلّي كي تبتعد عنّا مفردات تأنيبٍ إضافيّةٍ مثل: يا غشيم و يا غشيمة” لأنّه من كثرة الأغبياء لم نعد نعرف ما هو المصير؟ وتنهال كلّ أنواع “التّأنيبات” فقط لأنّنا طرحنا سؤالاً مهمًّا، ألا وهو: كيف نصنع وطنًا مع وجود هذا العدد الهائل من الألواح الانتخابيّة؟!
شبعنا من أكل ألواح الصّبير، شبعنا من أشواكه ، ما نريده هو الصّبير “المقشّر” هكذا على الأقل نكون قد بدأنا بخلع ألواحه رويدًا رويدًا.
نعم، نحن الأغبياء، لأنّنا لم ندرك من قبل، أنَّ الشّرط الأوّل لبناء الوطن، هو ألاّ يحكمه حكّامٌ فاسدون، بل أن يكون في الوطن من يحاكم هكذا حكّامًا، ولكن هذه هي نتيجة تأنيبنا من قبل مسؤولين ينعتون أنفسهم مسؤولين، عن شعبٍ صار يقبّل أرض وطنه عند المغادرة، بدلاً من تقبيلها عند الوصول.
فالمهاجرون لن يعودوا إلى ” لبناننا” قبل أن تنقلب عبارة : سكّر تِمَّك وركّز عاللّوح” إلى “فتاح تِمَّك وكتوب عاللّوح “
… ونحن في الانتظار!!!