«وين الصّح»!
في لبناننا نجد أغذية فاسدة أو ملوثة، أدوية مزوّرة، بنزيناً ومازوتاً مغشوشاً، مياه ريّ واستعمال وشُرب ملوثة، هواءً ملوثاً، أسمدة مغشوشة وخضاراً وفواكه ملوثة، ماركات مقلّدة، حقولاً وتراباً “ملغوماً” ببراميل النفايات الملوثة والمُشعّة … عداك عن التلاعب بتاريخ الصلاحية، أو الوزن والكميّة، أو المحتويات، أو الغلاف والتغليف، وكذلك الغشّ في الأسعار والفواتير وتزوير المستندات والوثائق.
في لبناننا نجد الطبقة السياسية فاسدة، والدوائر الحكومية مكتظة بالفاسدين والمرتشين، والفساد والانتهازية والمحاصصة والوساطة والمذهبية تحولوا أسساً وعُرفاً سائداً في التعامل بين الناس.
في لبناننا نجد الفُرقة أكثر رسوخاً من الوحدة، والتعصّب أكثر رواجاً من التسامح، والأنانية أكثر انتشاراً من الإيثار.
أين الحلّ؟
قد يقول البعض إن ذلك قد يتمّ عبر تفعيل مؤسسات الدولة، وترسيخ روح المواطنية، وإلغاء الطائفية السياسية، والخروج من فخّ الارتهان للداخل والخارج، وتعميم أسس الكفاءة والنزاهة والشفافية والمحاسبة، وإرساء سيادة القضاء ونزاهته، والعودة إلى مبادئ التربية الوطنية والقيم الأخلاقية، …
لكن واقع الأمر وحقيقته «ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم».
عبد الفتاح خطاب