وَلَو حتّى “نصف مرشّح”!
خاضَ ويخوض العالَم مشاهدَ ديموقراطيّة بانتخابات رئاسيّة وأيًّا كانت نتائجُها، وأقربُها تركيا، في حينٍ يبقى هذا المشهد عصيًّا على لبنان والمتحكّمون “الدونيّون” (من أتباع الدونيّة والنّقص) بأنفاس الديموقراطيّة في هذه الأرض الطّاهرة لن يرحلوا عنها إلاّ “سحلاً” و”شرحطة”.
وفي الوقت الذي تتلمّس سوريا أوّلَ عودةٍ لها إلى أحضان جامعة الدّول العربيّة من الباب الإقتصاديّ، وقد جاء التّرحيب بها بادئ ذي بدء من السّعودية بشخص وزير ماليّتها بما يخدم مصالحِ المملكة المتجبّرة قبل كلّ شيء، لايزال أكبرُ تيّارَيْن مسيحيّين في لبنان الدّولة العاجزة، وهما القوّات اللبنانيّة والتيار الوطنيّ الحرّ يمضغون “عِلْكة” زمن الحرب الأهليّة وشدّ العصب الطائفيّ- السياسيّ التي ولّى طعمُها ولونُها والزّحف أمام “شحّاطات” دول الإقليم والعالم للمُراهنة على ما يُرضي كلّ منهما، ولم يتمكّنا حتّى السّاعة من تسمية “نصف مرشّح”.
ختامًا، وما نستطيعُ قراءته للقريب القريب، هو أنّه لن يصبّ أيُّ حدث أو حلفٍ سياسيّ لصالحِ أحدٍ من مُتّخذيه، فالعالَمُ اليوم أمام مفترق طرقٍ خطير، لأنّه وكما نحن متّجهون، لن يصمد سوى مَنْ “بنى بيته على الصّخر” ومَن أسّس لمستَقبَلٍ من صَوَّان. بل العالَمُ اليوم أمام مشهديّة تحالفاتٍ جديدة، تجمعُ أضدادًا ضدّ أضدادٍ وجزءٌ من هؤلاء الأضداد هم من العنصريّين والرفضيّين.
إدمون بو داغر