“وَيْنك يا بو شِروال”؟
مهما تفاعلت الأحداث، وتفاقمت المواقف، لا يوجد غير الأنا السّياسيّة التي هي سيّدة السّاح اللّبنانيّ!
كالعادة ولحسن حظّنا في هذه الفترة، أنّ خياطة “الشّراويل” باتت على الموضة المطلوبة، ولا سيّما “الشّراويل” السّياسيّة التي اعتادت على فرض هيمنة المشاريع الخارجيّة على حساب المشاريع الدّاخليّة، وهذا الوضع المضحك المبكي الذي عنوانه “أحبّ نفط لبنان” هذا الذي يذكّرنا بهذه التّحفة الحياتيّة الضيعويّة التي نتوارثها على جميع الصّعد من دون سابق إنذار، لأنّ عنصر المعارضة مفقود.
يومٌ حارٌّ من أيّام الصّيف، بينما كان العمّ سليم يتبختر في شوارع المدينة بعد غيابٍ طويلٍ عنها، حيث كانت أفكاره تنقله في أرجاء المدينة بعدما جعلته شريد الأحداث واللّحظات، وفجأةً اعترضت طريقه امرأة ساحرة الجمال، جمالها يسحر القلوب على الرّغم من تقدّمها في العمر، فتسمّرت أمامه قائلة: ألم تعرفني يا سليم؟ أين هذه الغيبة “يا بو شروال “؟ وهيمن على وجهه الخجل، فأجابها: إنّ سحر جمالك لا يعاند، ولكن للأسف الشّديد “أنا مضيّع شروالي” أجابته بكلّ برودة أعصاب: وما العمل يا سليم؟… أجابها غدًا “رَحْ وَديلِك ابني براهيم” عندها ضحكت من أعماق قلبها قائلة: حتى شوق “الشّراويل” يأتي يومٌ فيرثه الأولاد؟، إنّها الأنانيّة بحدّ ذاتها.
أليست هذه “الوراثة” هي التي تعكس الوضع السّياسيّ، الرّئاسيّ، النّفطيّ، بكلّ تفاصيله، مع العلم أنّ المساعي الفرنسيّة بشأن هذا الوضع لا تعتمد إلاّ على السّراويل المستحدثة، ولكن هنا في لبناننا السّروايل الوراثيّة هي الآمرة والنّاهية، ليس فقط في المدينة بل في أرجاء الوطن كلّه، وهذا ما يدّل على أنّ وزراء الدّول الخارجيّة باتوا يدافعون عن أصحاب السّراويل التي همّها ابراهيم على حساب أبيه سليم … وتسألون بعد، لماذا كلّ هذا العشق والاشتياق لأحضان لبنان؟!
صونيا الأشقر