… يا فخامة الرّئيس!
أيعقل أنّنا بتنا نعيش حياة “الدَمقرطة” بدلاً من حساب الدّيمقراطيّة الصّحيحة التي يتمنّاها المجتمع اللّبنانيّ الذي بات يتوق إلى الحريّة الحياتيّة، الحريّة التي تعطي الاندفاع للحياة التي يشاؤها كلّ مواطنٍ همّه المصالحة مع نفسه ومع وطنه، لعلّه يستطيع من جديدٍ خدمة “لبنانه” الذي علّم الدّنيا وفكّ عُقد ألسن البشر في العالم بحروفه، فتأتون أنتم يا أيّها المسؤولون تعملون على تعقيد حروف هذا الوطن الحبيب الذي له على الدّنيا معرفةً وعظمةً وإنسانيّةً وقدرة.
ما بالكم ألا ترحمون عزّته واستقلاله وبهاءه بين الدّول قاطبة؟!
المجاعة والعوز يذكّراننا بحرب العالميّة الأولى التي كان يجوع فيها الطّفل ويموت جوعًا، والإنسان يعيش غربة الإنسانيّة على حساب فقدان الرّغيف، وهذا ما يحصل اليوم، وقد سمعنا لأحد وزراء لبنان يقول: إنّ الفقر يطول اثنين وثمانين بالمئة من الشّعب اللّبنانيّ، والفرق هو أنّ الحرب العالميّةَ الأولى كانت وافدةً من العالم، أمّا حربنا اليوم التي نغوص في عذاباتها بسبب تجويعنا، فأنتم هم السّبب، وأنتم المسؤولون اللّبنانيّون الّذين عاهدتم لبناننا على نهوضه من جديد، فأين أنتم من هذا النهوض بعدما تقطّعت مفاصل كواهلنا؟ وسؤالنا الآن أين هو الحلّ يا أهل الضّمير؟ الحلّ لا يتحقّق إلا بعد حلحلة العقدة التي أصابت عمق لبنان، ألا وهي عبارة “فخامة الرّئيس”.
ابعدوا عنّا كابوس الحربّ والمجاعة، ابعدوا عنّا كابوسكم السّياسيّ رحمة بالأطفال والشّبان والشّابات والشّيوخ الذين باتت منازلهم فارغة من أولادهم، بعد أن خطفهم بحر وطنهم وبحر الجوع من بلادهم.
عندما تنهار الدّول، يضيع التّقدير، ويندمج الصّدق بالكذب، والجهاد بالقتل، ويسود الرّعب، ويلوذ النّاس بالطوائف، ويتحوّل الصّديق إلى عدو، والعدو إلى صديق، ويعلو صوت الباطل، ويخفق صوت الحقّ، وتشحّ الأحلام، ويموت الأمل…
ألا ارحمونا، فما زالت رحمة وطننا على الرّغم من عوزنا تناشدكم!
صونيا الأشقر