الويلات السبع!
لي من قمَّة صَلبي أن اصرخ فيكم ويلاتي السبع:
الويلُ لكم يا من تألَّهتم على شعبٍ إستضعفتموه، وإستعبدتموه، بعدما وزَّعتموه بين راشٍ ومُرتَشٍ وتقاسمتموه، وقد جعلتموه أسير الإنفعالات وعقائد العصبيَّات، وهو لاحِسٌ لإقدامكم من دون خزي ولا عار!
الويلُ لكم يا من تقوقعتم عقليَّاً وروحيَّاً، دواخل أسوار فرديِّتكم الإلغائيَّة وقبليَّتكم الطوائفيَّة، وقد رضيتم رهن كرامتكم للدوس وعقلانيَّتكم للبيع تسديداً لشهوات اولئك الذين تسيَّدوا عليكم بِرِضاكم، وما توانوا عن تسعير تجيِّيشكم للقبض أكثر على أعناقكم، وأنتم لهم تقدِّمون أنفسكم ذبائح رجاسةٍ لِدَنَسِ مُحرقاتِهِم!
الويلُ لكم يا من إبتلعتم دولةً بمنطِقِها ومقدَّراتها ومؤسَّساتها، وقد وزَّعتموها حِصَصاً بالتساوي. هي إنهارت بمقوماتها، وأنتم في التعطيل والإفلاتِ من العِقاب إتَّبَعتم المداورة، تارةً بِحجَّةِ حماية تَدنيس الميثاقيَّة وطوراً بِسِترِ التوازن الطوائفي، ودوماً بمبرِّر حروب الوجود وَصَونِ التفافاتِ البقاءِ!
الويلُ لكم يا من هرَّبتم أموالكم وقذارات تكديسها ورُتَبِ تقديسها الى مصارف العالم، وإستوليتم عنوةً على الأرملة وفلسها، والطالب وقسط دراسته، والعامل وحقِّ أجره، والمريض وكلفة استشفائه، والميت وتكلفة دفنه، وقد شطبتم بكُلَيماتٍ مدَّخرات أعمار وودائع أدهارٍ، وما توانيتم عن التبجُّح بمزايدات الإنقاذ وشعوذات والتعافي!
الويلُ لكم يا من نَفَيتم الشعراء، وأسكَّتم المنشدين، وأقصيتم المفكِّرين، وقد حكمتم على المعرفة بالإستشهاد تحت اقدامكم النجسة او فوق مقصلاتكم الرجسة، ودفعتم بأساتذة جامعاتكم الى استجداء الموت الرحيم على العيش في ظلِّ حكمكم!
الويلُ لكم يا من جَعَلتم مِن رِباط دِينكم عروشاً فوق رؤوسٍ آمنت، فإعتبرتموها أينعت للتدنيس بفسادكم لِمَرضاتِكُم، وإبتدعتم تشفيّأً طقوسَ مرثياتٍ من حجر، وعلى مدافن الروح أقَمتُم حرّاساً، فيما على قارعاتِ هياكلكم يشحذ من تدَّعون عبادتَهُ لا أكثر مِن رحمة، علّها تقيه مِن هوانِ الإذلال.
الويلُ لي إن لم أستَبِدَّ بِكم، جميعاً، لأستَعيد مِنكم، بتمردي وقد صِنتُهُ قولاً وَجَسَّدته فِعلًا، حرِّيتي وقيامةَ وطني!