ذاك زمن ولّى!
زمن إستبعاث أرنب من كمّ متثعلب وبإرادة متثعبنة… ولّى.
زمن التهديد بإصبع مُنتصبٍ مرشدأ أعلى مُصادرٍ لكافَّة الإنتصارات الإلهويَّة بإلحاقه الهزائم بكلِّ العِقالِ الدوليِّ وموروثاته… ولىّ.
زمن التخويف بإدِّعاء إنحسار العدد الى ما دون دون خطِّ الأقلويَّة، للإستفراد بالسلُّطة… ولّى.
زمن ابو صعيب السورياني، المُتَتَيِّرِ زحفاً وراء منصبِ متولِّي او نائب والي او قائمقامه… ولّى.
زمن إستكتاب أشباه تفاهمات ومن ثمَّ الإنقضاض عليها، وإدّعاء سيل بطولات للتفرشخ على كرسيٍّ والإلتصاق به وتوريثه نكداً… ولّى.
زمن مخادعة الرئيس الفرنسي بدفعه الى حافة شاغورٍ، وتنصيبه سمساراً للمافيا السياسو- مليشياو- ماليَّة والإيغال بإيهامه بِمَنِّ تلزيماتٍ على ورق بورق، لتأبيدها في مواقعها وتحصين أحزمة الأمان فوق رؤؤسها وحول جيوبها… ولّى.
زمن إمتلاك المكان وإستملاك الزمان، بإستدعاء الحرمان وإستنزاف الرحمن بـ”ساعة غفلة”… ولّى.
بان العري عرياً: من لبنان الى الأمم المتَّحدة، والبنك الدولي، والولايات المتَّحدة، والإتِّحاد الأوروبي، فالصحارى المتعوربة. والعراة في إثمهم ما تركوا وريقة تينٍ ليستروا بها عوراتهم.
جميعهم كُلِّيو الطوبى والعظمة… جميعهم صاروا أخوَّة. وكلُّ بصقةِ تُهمةٍ على وجوههم من خارج هي “وسام شرفٍ على صدرهم”، وفق ما يتبارون في المسارعة على الجهر به.
المضحك أنَّ تلك “الأوسمة” المنهالة عليهم، هي التي تربك العالم… لا إدِّعاءاتهم بالشرف، ولا تنظيراتهم بعلوم الأخلاقيَّات الحيّة، ولا نعوتهم للآخرين وسليلتهم بالإجرام.
نبوَّتهم نازلة من فوق، خالية من أيِّ مكوِّناتٍ إصطناعيَّةٍ وأيِّ مواد حافظة…
حتى الرحيم، سبحانه تعالى، ما تجرَّأ على مساءلتهم. فهو إذ أودعهم لبنان، إستودعهم ما فيه وإستكان خلفَهُم. وهم إذ يدركون أنَّهم من فئة الكائنات الضارية أرعبوه، فإعتكف جَلوداً على تذاكيهم.
فإلى متى إعتكاف الشعب الذي يئنُّ جوعاً وألماً، ويُستَنزَفُ تربيةً، ويُنتَهَكُ مُستقبَلاً؟ لقد هَلَّ زمنه لتأكيد ذاته، وتحقيق أمانيه في وطنٍ يليق به.
هي أقصى أمنياته… وهي سدرة المنتهى.
غدي م. نصر