لكم اوطانكم ولجبران وطنه!
عندما يصل الانسان الى مشارف الموت من المفترض أن يدخل في صميم الوجود، من قلبه ووجدانه، ويسأل نفسه سؤالين. الأول هو ماذا حققتُ في حياتي من إنجازات افتخر بها، كيف خدمت وطني وانساني؟ والسؤال الثاني هو كيف يمكنني أن أكمل المسار قدر المستطاع قبل الرمق الأخير؟
نقولها ونستغرب ما يجري في وطن الأرز حيث نرى مسؤولين ينحرون وطن وشعب برمته دون أن يأتي أي سؤال على بالهم، وكأنهم اعداء هذه الأرض التي أنجبتهم. وقد يكون هذا خطأها الأكبر.
بالأمس لخّص البطريرك الراعي بالتوجه الى المسؤولين بالقول “تحتلون وتصادرون المسؤولية على حساب هدم الدولة وإفقار الشعب وقتله. أليست هذه خيانة للأمانة التي ائتمنكم عليها الشعب؟”. لكن الآذان غير صاغية، الفرق بين رجل عادي ومسؤول من بلادي أنه يخشى ربه فيما قياديينا يستثمرون الربّ لتحقيق مآربهم.
عاجلا ام آجلا سيدفعون ثمن هذه الخيانة لكننا ندفع نحن اليوم ثمن انتخابهم المبني على خيارنا الانتماء الى دين على حساب ايماننا بلبنان.
سيسقط الخونة قريبا لكن هذا لن يعيد لحمة الوطن، لأننا لسنا شعب واحد موحد، ولكل واحد منا وطنه. قال جبران “لكن وطنكم ولي وطني”، اما اليوم فسيقول “لكم اوطانكم ولي وطني”.
جوزف مكرزل