الفراغ من إخراج “برّيقاتي”!
وجدَ نوّاب الضّياع أنفسَهُم بين مُعَسْكَرَيْن اثنين لا ثالث لهما: معسكر المُزايدة على المسيحيين من قِبَل نجيب ميقاتي، ومعَسْكر الطّرطقة على وزن مطرقة نبيه برّي. ومن يجهَلُ دورَ هذين “العَقرَبَيْن السّامَّيْن” في هذه المرحلة الإنتقاليّة من تاريخ لبنان المعاصر، يجهلُ حقيقةً حاضرَنا المبنيّ على ماضٍ أسود، في مُحاولة للاستمرار فيه بإخراج “برّيقاتي”.
وعلى “شطّ بحر هوى” الرّئاسة، زار سليمان فرنجية البطريرك بشارة الراعي، وهي أقلّ ما يُقال فيها زيارة التماس الشّفاء من هَوَسٍ لم يتحقّق، لعلّه يُعيد تعويم نفسه رئاسيًّا. ولكن في الحقيقة، لن يستكين هذا الوطن إلاّ برحيل خمسة رؤوس سياسيّة (وهم يعلمون أنفسهم)،لأنّهم وما دامت مؤخّراتهم ملتصقة بعروشٍ ليست لا من تعبهم ولا من صُنعهم، فستبقى دورات التّعطيل والفراغات الدّستوريّة متواصلة من جيل إلى جيل. وقد اقتربت جدًّا ساعةُ سقوطهم سياسيًّا على غرار سعد الدّين الحريري، وهذا الأخير كان الحَلَقة الأضعف في ما بينَهم.
باختصار، انقلبت “السّخافة البلديّة” إلى مسلسل تركيّ مافياويّ، وبذلك تكون قد سَقَطَت الدّولة بمؤسّساتِها: لا رئيس جمهوريّة ولا حكومة شرعيّة ولا رؤساء بلديّات شرعيّين مُنتَخَبين من الشّعب ومعهم المخاتير، ومجلس نوّاب معظم جلساته غير ميثاقيّة، و”اخبزوا بالأفراح” إلى أن يحين وقتُ بزوغ الفجر.
إدمون بو داغر