بلدية الجديدة: قياصرة وأباطرة تتطاحن على العرش “المذهّب”!…
عشية إجراء الانتخابات البلدية أو بالأحرى عشية التمديد للمجالس البلدية طارت بلدية الجديدة البوشرية والسد ولم يشفع برئيسها لا إقفال القائمقامية لمنع الأعضاء من تقديم استقالاتهم ولا مماطلة المحافط في قبول الإستقالات وبعد انتظار وحرق أعصاب وشد حبال سياسي وتدخلات من هنا وهناك أصدر وزير الداخلية قراراً بحل المجلس البلدي بعد استقالة اكثر من نصف اعضائه!
لماذا تدور كل هذه الحرب الكونية حول بلدية الجديدة وحواليها وعليها وفيها ومن أجلها؟! ولماذا كل هذا التخابط على سطح البلدية؟! ولماذا التدافش عن أدراجها؟! ولماذا التهافت على دروجها؟! ولماذا الاتهامات المتبادلة بالرشاوى والسمسرات؟! طبعاً المتناطحون والمتكاسرون يعلمون السبب! وعندما يعرف السبب يبطل العجب! فالبلدية هي أكبر بلديات المتن وأغناها!
فيها المدن الصناعية والأسواق التجارية! فيها الأملاك البحرية وأسماك القرش البرية! فيها شركات النفط وأنابيب الشفط! فيها “الفاليه باركينغ” والمتربّع عليها “بار- كينغ”! فيها الإستملاكات وما تخفيه من محاصصات وقومسيونات! فيها الجمعيات هات وخود خود وهات! فيها الأندية والرابطات والمساعدات والمقاسمات! فيها اللوحات الإعلانية وما وراءها ومَن وراءها وما وراء الأكمة! وما تدره من درر! فيها المولدات والمازوت وما أدراك باللي بيفوت! فيها كارتيل محطات المحروقات وقاظان النفط وشركاؤه والمافيات! فيها الجبايات بلا فائدة والديون بالفائدة! وأخيراً وليس آخراً فيها المطمر ونفاياته أو بالحقيقة “ذهبياته”! فيها أشخاص يظنون أنفسهم ديوكاً فيتقاتلون على مزبلتها! فيها دجاجات تبيض ذهباً! فيها صيصان تبرعط كيفمكان! فيها رؤوس تدّعي انها طواويس فتنفش ريشها! وتتوعد بنتف ريش منافسيها! فيها قياصرة وأباطرة تتطاحن على العرش “المذهّب”!.. يبدو أن الصراع اليوم ليس على كرسي البلدية بل حول من يحكم الأمبراطورية!