نوتيللا!
الشعب اللبناني، فريد في التاريخ: بالأمس، واليوم وغداً.
على مدار الكرة الأرضيَّة: شعوب خطّت قيمأ وأخرى داستها، شعوب أرّخت حضارةً وأخرى دمّرتها، شعوب تركت أثراً وأخرى نهبتها. أمّا أن تجد شعباً يُداس ويُدمَّر ويُنهَب وهو خانعٌ يهلِّل لمن يدوسه، ويرفع نُصباً ويطوِّب شوارعاً وساحاتٍ لمن يدمّره، ويستميت تهليلاً لمن ينهبه فهذه الندرة التاريخيَّة التي تجدب التاريخ.
أجل! أمام جدبنات الشعب اللبناني النيِّرات، يقف التاريخ مجدوباً، خائفاً على ذاته من نهايته.
أجل! التاريخ يخاف من نهايته بفضل عبقريَّة الشعب اللبناني في الجدبنة، وهي أكثر ذرى الدناءات البشريَّة إنحطاطاً وحقارةً.
يتفجَّر بفساد حكّامه، فيستصرخ المُنتدِب أن يعود لإحتلاله.
يُشطَب جنى تضحياته على مدى عقود، فينتشي طرباً ورقصاً في المرابع والمطاعم والبارات، رامياً الدولارات يمنة ويسرى سكراناً بشعارات حبِّ الحياة، والأهلا بهالطلّة… وحتى القربانة الأولى وضع لها طقوساً لزفَّاتٍ وآهاتٍ ومواويلاً.
تُدَولَر كلُّ أوجه معيشته من عِرق بقدونس تبُّولته وحمُّص جاطه الى عمليَّات إستشفائه ومناهج تعليمه، وهو يقف في الطوابير، مفاخراً أنَّ لديه ما يكفي من معارف لسلوك كافَّة خطوط الـ”بانش” وبلوغ أهدافه وبلا جميلة الوقفة بالصف.
تعود إليه الإحتلالات الشقيقة والصديقة مستعيدة امجادها وقد غمرته بالأمس بجيوشها، واليوم بنازِحيها أضعاف أضعاف أضعاف أعداد جيوشها، فيهاجر أبناؤه للاعودة، وهو يتباهى تارةً بإستحصاله على باسبور سريع بالحيلة، وطوراً بإطلاق المفرقعات والرقص والتهييص في نص دين بلاد كسروان، الدولة المضيفة، فرحاً بإنتصار فريق النادي الرياضي في كرة السلَّة، التابع لزعامة النوم على الحرير، على فريق غورغان بطل إيران وبيئته الحاضنة التي نامت على وجهها “طبّ” نتيجة هزيمته النكراء.
إنَّه شعب بطولة الـ”ما شا الله ما شا الله… انتَ يلّي طعم خدودك نوتيللا نوتيللا.” في ذروة هذا الشعر، كلُّ حقيقة هذا الشعب اللي بيتَّاكل حاف… وتنقصه حاويات لزلال بيض وبعض صفار.
غدي م. نصر