فرصة العمر!
ليس في لبنان اليوم من هو اكثر هناءة من اللاجئين فيه والنازحين عنوة إليه. هؤلاء يقبضون من الدول المانحة وصناديق الأمم الجانحة، واللبنانيون يلوذون الى عوائد الإعتياد على الرضوخ والتنعّم بالإذلال، وهم يتلَّحفون بكوفيَّات وأعلام من إنقضَّ عليهم لإزالتهم.
هل يبيد اللبنانيُّون أنفسهم بأنفسهم؟ تلك ما عادت إحدى نوابغ أحجياتهم، بل آخر تراند من إبداعاتهم وزويعميهم الملتحفين بألف لعنة ولعنة.
وما كان ينقص تلك المشهديَّات المتداخلة، إلَّا تباكي ذاك المذيع – الهالك للغة العربيَّة بـ 5 أحرف وطلوع -، والمتباهي أنَّه “استاذ جامعي يعلِّم الإلقاء وكتابة الخبر- وبالكاد يعرف قراءته. وهو بتلوِّيه على ما يجري في أرض الفلسطو يستدعي بتبجُّح إستدرار الدمع.
وآسفاه أن لا اوسكار لمكافأة إستفعال التأثر!
بالأمس، إستشهد عريس شكا الشاب برصاص غزوة طواغيت الفلسطو لبلدته التي وقفت بوجه آبائهم يوم إستشرسوا لإحتلال لبنان بديلا عن أرضهم التي باعوها وتخلُّوا عنها. وما تباكى عليه ذاك المذيع-المعلِّم ولا مؤسَّسته، ولا نعاه من يدِّعي اللبنانيَّة شعاراً يرفع له معلَّقات الدجل في ذكرى إستقلاله -عمَّن؟-.
وبالأمس، إستهدف جيش الإرهاب كنيسة في الجنوب ملاحِقاً مَن بالترهيب يستقيم متلاعباً لإستدراجه الى أرضنا… ولم يتباكَ أحد، ولا حتَّى رفع صلاة التوبة. بل إستبسل من نصح المستدرِج بالهتاف: “يا بتول الطهر، يا مريم المقدَّسة” الى جانب: “يا صاحب الزمان”، وهو يطلق صاروخه… “لكي أِشعر أنَّني مشارك لك في ما تقوم به.”
أنهاية الأزمنة هذه؟ بل فرصة العمر لهؤلاء كي يُحكِموا الخناق على ما تبَّقى من لبنان: الأوَّلون ينفلش إحتلالهم ببَرَكة دول الإمم. والمذيع- التحفة يبتلع صفوفاً ما كانت لتكون له، لو في مسؤولي الجامعات نُخَباً. والحزب الآسر الله يتمدَّد بإقصاء المسيحيِّين عمَّا تبقَّى لهم في الجنوب وخيالات الحكم. والجيش المختار الله يدمِّر ذاك اللبنان الذي كان نقيضه وقِبلَةَ الحضارة.
بئس زمن التايتانيك!
غدي م. نصر