قانون واحد يحكمُ الكون!
ليس الثباتُ من طبيعة البشر، ولا من طبيعة الكائنات الحيّة التي تدبُّ على الأرض، ولا من طبيعة كوكبنا وحتّى من طبيعة كوكب المنظومة الشمسيّة بأسرها.
وإذا عدْنا بالأزمنة إلى الوراء بالإستناد إلى دراسة أجراها فريقٌ دوليّ ضمّ باحثين من جامعة بكين (Peking University)، وجامعة تورونتة (University of Toronto)، وجامعة روتجرز (Rutgers University)، وجامعة العلوم والتّكنولوجيا في الصّين(University of Sciences and Technology of China) وتوصّلوا إلى أدلّة تشير إلى أنّ الأرض كانت مسطّحة في الأغلب خلال العصور الوسطى من عمرها، أيْ غياب التّضاريس من على وجه الأرض. (نُشرت ورقتهم البحثية في دورية Science في شباط 2021).
إذا انطلَقْنا من هذه الحقيقة، سنجدُ أنفسَنا أمام واقعٍ يوحي لنا بعدم الإستقرار، ويضعُنا دائمًا في حالة ترقّب، بل تأهُّب، بل سباقٍ مع الوقت. هذه الحقيقة تنطبق على الجماد والنّبات والأحياء ولاسيّما البشر.
باختصار، لكلّ زمنٍ رجالاته، بل فراعنته، واللذين يرسمون منذ اليوم مستقبل كوكب الأرض إن كان على صعيد التكنولوجيا التي “ستُرَقْمِنُ” الإنسان (أيْ تجعلُه رقميًّا جسدًا وعقلاً) وإن كان على صعيد المناخ وإن كان على صعيد السياسات الإستعمارية والتوسعية والحربية وسواها من السياسات الهمايونية، سيسقطون بليلة ظلماء ويختطفهم “السارق”، فيزولون عن هذا الكوكب وتزول معهم فلسفاتُهم وسياساتُهم، ولن يتبنّاها من بعدهم أي فرعون آخر. وتبقى الإيجابيّة في كلّ ذلك أنّ قانون عدم الثبات هو الذي يحكمُ كوكَبَنا، بل هذا الكَوْن ولكل زمن رجالاته.
ادمون بوداغر