دراما كاذبة و”مورفين” فاسد!
لا يزالُ يقفُ المجتمعُ الدوليّ عند حدودِ المصطلحاتِ القَلِقَة من دون أن يحرّكَ عجلاتِه وآليّاته لمنعِ إسرائيل من ارتكاب المجزرة الثانية في رَفَحْ، ومن ضربها لاتّفاقيّة كامب دايفيد والتي وقّعها كلٌّ من رئيس الولايات المتحدة جيمي كارتر، ورئيس مصر أنور السادات ورئيس حكومة إسرائيل مناحيم بيغين في السابع عشر من أيلول / سبتمبر عام 1978.
وجلّ ما أدلى به المجتمع الدوليّ بالنّسبة لهذا الـTransfert المليونيّ الذي يُنبئ بكلّ مرادفات الخراب، هو ما جاء من تمثيل دراميّ على كلّ من لسان منسّقِ الإتّصالات الإستراتجيّة لمجلس الأمن القوميّ الأميركيّ جون كوربي ما مفاده: “أيّ عمليّة عسكريّة موسّعة في رفح في هذا الوقت وفي ظلّ هذه الظّروف ومع وجود مليون ونصف مليون فلسطينيّ يلتمسون اللّجوء ويبحثون عن مأوىً في رفح من دون إيلاء الإعتبار الواجب لسلامتهم ستكون كارثة ولن نؤيّدَها”. ورقصَ على وقع هذه الأغنية الأميركية رقصة الحزن وذرف الدّموع الأوروبيّ جوزف بوريل الممثل الأعلى للاتّحاد الأوروبيّ للشّؤون الخارجيّة والسياسة الأمنية، وزادت رئيسة لجنة حقوق الطّفل التابعة للأمم المتحدة آن سكيلتون بعضًا من الدّراما وتوابعِها عندما قالت إنّ “إسرائيل تنتهكُ حقوق الأطفال بشكل خطير وعلى مُستوىً نادر لن يُشاهَد مثله في التّاريخ الحديث”. ولكن، بالرّغم من كلّ تلك التّصريحات التي لم تعدْ تنفع “مورفينًا” حتّى، فإنّ الولايات المتّحدة لاتزال تدعمُ إسرائيل السفاحة ولاتزال مستعدّة لتحريك “إصبع الفيتو” لاستكمال المجازر بحق الأطفال والأمّهات. ولكن متى يُقطع هذا الإصبع من جذوره؟
ما تحملُه الأيّام القادمة لا تُحمَد عُقباه، لا شرقًا ولا شمالاً ولا بحرًا ولا جوًّا، فالفتيل لا زال يشتعلُ ذيله، بانتظار الإنفجار الكبير.