اليأس المبرم!
ماذا يسعنا أن نقول بعدما حلّ اليأس على وجوه معظم اللّبنانيّين؟!
نعم، اليأس، ثمَّ اليأس، واليأس الّذي أشدّ عليه، هو يأس انعدام الثّقة بين النّاس، بعدما أصبح الغدر معيارًا أساسيًّا تعتمده فئةٌ كبيرةٌ منهم، فلا تلحظ غير أنّك تناله من أناسٍ مقرّبين إليك، كنت تحسبهم أنّهم المثال والحارس الأمين، بينما تفاجئك حقيقتهم، يا ألله ما هذه الحياة؟! فعندما تكون مدافعًا عن الحبّ وعن الاخلاص، فلا تنل غير الحقد والرّياء… ترى ما نوع هذا اليأس البشريّ الّذي شرايينه لا تعرف معنى الحياة، فنراه يبيع ضميره بكلّ طيبة خاطر، متناسيًا بأنّ العقاب لن يرحمه أبدًا مهما طال حبله؛ الكلّ يناشد الدّولة والمسؤولين، فهل ناشد نفسه بالإصلاح والإخلاص قبل أن يناشد دولته ومسؤوليها؟
وضعنا في لبناننا شبيهٌ بهذه الطّرافة:
كان رجلٌ يعيش مع زوجته في داخل منزلٍ متواضع، ولكنّ الطّمع الماديّ حارب جدران هذا المنزل، بعدما قرّر الزّوج أن يبيع امرأته مقابل مبلغٍ من المال يؤمّن له باعتقاده حياةً رخيمة، وكان دائمًا يتظاهر أمام زوجته بأنّه الرّجل الأسد الّذي يدافع عنها من دون أيّ تردّد، وفي إحدى اللّيالي وبينما هما نائمان في غرفة النّوم، سمعت المسكينة أنّ أحدًا يحاول خلع الباب، فحاولت إيقاظ زوجها، فأجابها: “لا تخافي بجانبك أسدٌ” وبعد قليلٍ سمعت صوتًا من داخل “الصّالون”، عندها أصبحت ترتجف من شدّة الخوف، محاولةً مرّةً ثانيةً إيقاظ زوجها، “حبيبي فإنَّ أحدًا دخل الصّالون”، فأجابها: “لا تخافي فالأسد بجانبك”، وما هي إلا لحظاتٌ حتى دخل الرّجل الغرفة، وأخذها بكلّ جرأة، عندها بدأ صراخها ” يلعلع” في أرجاء البيت: “ما بك يا زوجي، أين أنت يا زوجي”؟ فأجابها: “لا تخافي، الأسد سيلحق بك”.
هذا هو الأسد الذّي سيلحق بنا بعدما أصبحنا في نهاية الطّريق!
صونيا الأشقر