شظايا “ولعانة”..!
تتصدّر الإنتخابات على أجواء العالَم. دولٌ تنقلبُ على حكوماتِها بقنابل الصّوت المقرّرة، غير أنّ هذه القنابل الإنتخابيّة سيحسبُها البعض الخلاص المُنتظر، ولكنها وقي أسرع وقت سترتدّ على مطلقيها من داخل الصّناديق إلى خارجها شظايا “ولعانة”. لأنّها لا تعبّر إلاّ عن حروب أهليّة في أوروبا وأميركا، بمسيرة تصاعدية نحو المحظور. وأبرزها تطرّف يستمتع بالحكم وتطرّف آخر يعمل في الظل وله قاعدته.
لنحصر كلامنا في فرنسا وباختصار، لأنّ الموضوع لم يعد يحتمل التأويلات والتحليلات، التي وكما يبدو ستواجه “أمّ لبنان الحنونة” المصير نفسه الذي اختبره ابنها المنفيّ. ففرنسا تطفو اليوم على فوهة بركانٍ من عيارَيْن ثقيلَيْن: يمين متطرّف لن يستكين (وها هو اليوم يدعو ماكرون إلى الاستقالة) ويسار متطرّف يشعر بنشوة زائلة؛ وهذان العياران سيزلزلان السّاحة الفرنسية، لأنّ القضية الفلسطنية ومن شاكلها ستنعكس على الغرب الأوروبي من باب فرنسا، لأنّ “إنسانية” Jean-Luc Mélanchon ذهبت به إلى تحدّي الصهاينة وتبنّي ثقافة “العروبة” والاعتراف بدولة فلسطين (وهذا أمر محق) مستبعداً بالتالي يهود فرنسا، غير أنّه سيكلّف أوروبا غاليًا (لأنّه لا يمكن التحدث عن فرنسا دون أوروبا، وما سيقع في دول سيقع على أخرى). ولا ننسى الضّغوط المتعدّدة التي وضعها فلاديمير بوتن على أوروبا ومن يدعم أوكرانيا. إنّها لعبة كباش ستنتهي بقلب الطّاولة.
تذكّرنا هذه المشهديّة بالمرحلة الممتدة من العام 1975 حتّى عام 1990 أيْ الحرب الأهلية اللبنانية التي أجّجتها كلّ الدول التي ستعيش قريبًا هذه المرحلة. غير أنّ النزاع لن يتوقف عند حرب أهلية داخل دول الغرب بل سيتعدّاه إلى الانخراط في حرب كبرى ترقى لحرب عالميّة.
كلّ ذلك، ولا بدّ أن نعترف أنّنا في لبنان لازلنا الأوائل في ابتداع أنواع الفساد وجولات السمسرة السياسية والإهمال وسوء الإدارة. وأبرز أعمال الفساد شحنة الفيول العراقية التي لازالت معلّقة والعتمة تهدّد لبنان، في حين فتح فياض مناقصة جديدة لشحنة فيول مختلفة أصلاً وفصلاً، علمًا أن دولة العراق لطالما وقفت إلى جانبنا ولم نبادلْها سوى شهادات مزوّرة.
والأبرز هو تخطّي لبنان بقية الدّول منذ زمن بالتقاعد عن العمل السياسي والرئاسي واستبداله بأعمال “الكرخانات” والدعارة وتجارة الحشيش.
إدمون بو داغر