فجر لبنان.. الجمهورية الثالثة!
انعقد البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس بعدما تنبّه النبيه البرّي لخطورة الإصرار على التعامل مع الحاضر من منظار الأمس، وتجاهل التغييرات التي افرزتها الأحداث الأخيرة. إن نكران الواقع مصيبة وعدم الاعتراف بالخطأ مصيبة أكبر. قد تكون أهم التغيرات التي لم يرها رئيس مجلس نوابنا، بل حليفه اللدود حزبالله، او تجاهلاها، هي أن الشيعية السياسية انتهت، كما السنية والمارونية السياسية من قبلها، وعاد لبنان إلى التعددية التي تساوي بين جميع أبنائه. وكي نكون أدق في نقدنا، لقد فهم بري أن هناك تغييرا في الأنظمة ما يتوجب عليه حفظ رأسه، وقد سمع كلاما قاسيا في هذا الإطار، لكنه مكبّل من قبل حليفه الإلهي الذي بقي على تعنّته وإصراره أنه لا يزال حاكما بأمر السلاح. في كل الأحوال، من المفترض أن يكون قد فهم الحزب اليوم ان زمن التسلّط ولّى، ويجب أن يتحول إلى حزب سياسي محض، جزء لا يتجزأ من هذا البلد.. وليس من غيره !
ستّر نبيه بري عن أخطاء حليفه قدر المستطاع ما حال دون استثناء الشيعة في عملية انتخاب الرئيس، حتى لو كان هذا الرئيس لا يعجبهم. وقد جاء على لسان أحد نوابه ان الرئيس توافقي، و”طالما لبنان ربح نحنا ربحنا”. كلام حكيم ومطمئن لأن لبنان هو الخاسر الأكبر حتى الآن جراء الصدام الداخلي، قبل العدوان الخارجي.
المهم اليوم، أننا حظينا برئيس قوي بما يكفي للجم المتمردين على الدولة، ومرن بما يكفي لاستيعاب الجميع. رئيس يحظى بدعم خارجي يسمح له بإنهاء حالة الحرب رغما عن إرادة العدو، وإعادة إعمار ما دُمّر، وتثبيت الحدود كما حمايتها، ووضع أسس الجمهورية الثالثة. جمهورية لبنان ال١٠٤٥٢ الحلم. جمهورية لبنان الدولة والقانون والمؤسسات. جمهورية لبنان، البلد النهائي لجميع أبنائه.
جوزف مكرزل