ّ معاناة سعد الحريري
هل أُسقط في يد الحريري بعد أن تخلّى عنه الغرب تماماً؟ وهل يضع مقاديره بين أشداق الأسد، ومن ورائه إيران، ليتصرفا به كما يحلو لهما؟ وهل غيابه عن الساحة اللبنانية لكسب وقت هو فعلاً من ذهب، سيؤخّر تهديدات حسن نصرالله الذي أعلمه “أن عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء”، وأنه ليس سيّد المقاومة فحسب بل سيّد الأمر الواقع على الساحة اللبنانية.
الترجمة الواقعية لهذا الوعيد، أن نصرالله يمكنه احتلال بيروت والبقاع والجنوب في ساعات معدودة، ولن يوقفه شيء عدا التدخل العسكري الإسرائيلي الذي تسعى واشنطن غير جاهدة لمنعه. وعليه، فإن خيار الحريري هو في التخلي أو استئناف العمل السياسي اللبناني في ظلال ميليشيا “حزب الله” وشبكة إيران العنكبوتية. وهما أمران أحلاهما مر!.
فاندفاع السعد لمحور إيران/ تركيا/ سوريا مكرهاً ومذللاً هو أشبه بموقف شمشون وهو في الأسر لتمت نفسي مع الفلسطينيين”.
الأمل الوحيد المتبقي يأتي من باريس ورئيسها المنشغل في أزمته الجديدة، ليس مع القمصان السود كما في لبنان بل القمصان الصفر في شوارع العاصمة الفرنسية. أما إسرائيل، التي قد تكون ملاذه الثاني في تخفيف ثقل الحزب عليه، فقد وجد فيها نتنياهو المحاذر الذي وضع نفسه في خانة التردد والترقب… زد على ذلك أن الجيل الجديد من الإسرائيليين ملّ القتال، ومنغمس حتى أذنيه في الجنس والترف بعيداً عن “المعارك المصيرية”. لم يترك الحريري أية فرصة لحلحلة موقفه المتأزم وتأليف “حكومة بشكل أو بآخر”.
الإيغال السوري-الإيراني في عرقلة التأليف يهدف الى تركيع لبنان نهائياً بمساعدة الأزلام المعروفين والآخرين الجهلة على حد سواء، بمن فيهم النواب الستة الأشبه بروبوتات يسيّرها “المرشد الأعلى” لهذه الجمهورية من مكمنه تحت الأرض بعيداً عن عيون إسرائيل.
د.هادي ف. عيد