عن أي ثقة تبحثون؟
بيان من الشعارات والوعود ببناء وطن واكمال مسيرة شهداء، جلسات مطوّلة من الكلام الفارغ الخالي من أي مسؤولية أو محاسبة بل مجرّد تبادل إتهامات.
128 ممثلاً عن كل فئات المجتمع الجائع لم يتجرّؤا على رفع الصوت إلا لإبتكار مناوشات وتبيان الذات ولتتضمن اسماؤهم عناوين النشرات الإخبارية المسائية.
تهديدات ووعيد بعدم إعطاء الثقة، ورئيس المجلس يطالب بدقيقة صمت عن روح الدولة. هذه الدولة نفسها التي يمدّ الجميع اطرافه في جميع حناياها. تلك الدولة التي أُسقطت منذ زمن بعيد من دون أن يتنبّهوا لذلك.
اُسقطت منذ أن سقطوا من أعيننا وذهبوا بنا الى أماكن نحتقر فيها أنفسنا، عندما أصبحت مصائرنا ومستقبل الأجيال التالية متوقّفة على خَرَف ترامب والأحوال الجوّية في بلاد النخيل والأسلحة النووية.
عن أي ثقة تبحثون وقد افقدتمونا الثقة بأنفسنا! نحن لا نثق لدى خروجنا صباحاً إن كنّا سنعود بسلام الى المنزل أم سنتعرّض الى سلاح مختلّ أو ستعترضنا حفرة تفقدنا توازن السيارة فتنحدر عن المسار.
نحن لا نثق إن سيكون هذا اليوم آخر يوم عمل بعد حالة الإفلاس التي تسيطر على البلاد والأنفاس . نحن حتّى لا نثق ماذا يدخل في أجسادنا أو في أفواهنا.
نحن لا نثق إن كانت البدلات والحلي التي تتزينون بها أمام الكاميرات قادرة على تجميل صوركم وتبييض أعمالكم الوسخة التي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم.
نحن لا نثق بأن خلافاً على موقف سيارة لن يوقع قتيلاً. ولا نثق أننا إذا كبرنا هنا سنكبر بكرامة، وإذا تعلمنا وزدنا شهاداتنا ستفتح لنا أبواب النجاح وسيقدّر تعبنا.
نحن فقدنا الثقة بأنفسنا وبكلّ عهد يحمل ترسبات الحروب الطائفيّة، يبني بالكلام ويهدّم بالافعال، يسعى الى طمرنا في مشاكلنا وأزماتنا وهو في حياتنا أكبر أزمة ومشكلة.
فقدنا الثقة بكم. برؤيتكم للوطن ومستقبلكم ومشاريع توسيع حساباتكم وتعبيد وجه المدام والسرقة 24/24 وإعادة تدوير الخطابات وضمان الجلوس على مقاعد المجالس والتربّع على الألقاب حتّى ولد الولد.
فعن اي ثقة تبحثون؟
اليانا بدران