نقاش الطرشان وحوار الأكابر!
وتبقى الأناقة عبر الزمن أسيرة لمزاجية العواصف والرياح والمطر.
الألفية الثالثة تحمل في بطنها (6700) ديانة وطائفة ومذهب موزعة في أنحاء العالم..!
ويبقى الرسل والأنبياء والعباقرة والعظماء الذين تعمّدوا الألم وصبروا العذاب والقهر من أجل خلاص البشر في مهبّ رياح الصحراء يعيشون النفي والوحدة والانعزال..
وتبقى الدعوات الى روحية جديدة لحوار الأرض مادة دسمة للاعلام المرئي والمكتوب والمسموع، هو نقاش الطرشان وحوار الأكابر، مناظرات، ندوات، طائرات مطلية بالذهب وترف لا حدود له على حساب الشعوب ومستقبلها.
ويستمرّ الصراع عبر التاريخ من هنا وهناك لا شيء يوقف هدير البركان منذ مئات السنين، رغم الاعتذارات الكاذبة والمنافقة من الذين يعتقدون انهم يمثلون الله على الأرض..
لقد استنفرت الفرق الاسلامية اخيراً في عالمنا العربي وانتشلت من ادراجها المادة الدسمة منذ سنوات تراوح مكانها، لتضيف اليها بعض الكلمات ويتعالى اللهب وتتوسع اللجان وتتشعب، وينفجر الحقد أفواه الرشاشات..
غليان للمشايخ والكهنة ولا من يرتضي الابتعاد عن تعصّبه وغضبه.
وبعيداً من الأمل والفرح والضجيج الذي يعبق بالزيف، يلعب الأمي دور المنكر والازميل ينحت ريش النعام والطيور..
ويضيع العالم، ويضيع لبنان في دوامة غليان الأجواء، فلا حكومة طوارئ ولا أي حكومة اخرى مطعّمة بالنساء الجميلات ممكن ان تنقذه من الفساد والعفن والافلاس السياسي والاقتصادي، وما يحيطه من هدير الجهل، بل ستبقى الألوان على حالها: ازرق برتقالي اخضر، اسود ابيض أحمر، ام يا ترى مزيد من التوحّل، والتجدّد، فتختنق وتغرق عمق المحيطات.
وزير من هنا، ونائب من هناك، رئيس من هنا وآخر من هناك، وأقرب نجمة يحتاج الانسان للوصول اليها السفر بسرعة الضوء ملايين من السنوات.
أيها السياسي اللبناني العربي القومي، المزيّف المتألّه، المتعجرف، الحاقد، الغاضب المتكبّر، تبقى حافي القدمين رغم الماس والذهب!
جهاد قلعجي