ثقافة الانتماء والبرمجة “المعلّبة”
الحس الادراكي ينمو بالإكتشاف، إكتشاف الذات، إكتشاف الآخر وإكتشاف الوطن والإنتماء الى هوية وكيان. لذلك تبني الدول ثقافات تحفز المواطن للإنخراط في نظامها والعمل من أجل الدفاع عن الارض والحدود.
في لبنان لا زلنا نشاهد على مقاعد البرلمان أو على شاشات التلفزة بعض الخطابات الهمجية التي لا ترقى الى مستوى الحس الادراكي الاساسي الذي يبدأ مع تكوين الانسان، ولا زالت لغة التخوين والتهديد والتهديد المضاد تسود الشارع اللبناني، لأن الادراك والبرمجة “المعلّبة” لا يزالان في نفوس العديد من الطارئين على حكمة الوجود وعلى فلسفة الوطن. وكثير من جهابذة هذا الزمن بحاجة الى إعادة تدوير أو برمجة لكي يتمكنوا من الانضباط داخل الكيان الواحد للدولة وتحت مظلّتها.
من واجب المسؤول في البرلمان أو الحكومة أو الاحزاب أن يعوا حقيقة الحياة البشرية والحاجات الانسانية الاساسية والعمل من أجل تأمينها من منطلق بشري ومن خلال شرعة حقوق الانسان، وليس التعويل والتهويل بشكل بربري. قد يكون هذا المسؤول من هذه الفئة أو تلك قد تمّت برمجته (أو غسل دماغه) وأصبح محدود التفكير والرؤية. من هنا لن يجدي العمل معه أو من خلاله لقيام الوطن.
وعلى الدولة العمل من خلال الحكومات لوضع رؤية مستقبلية تسهم بالحد من ظاهرة الشلل الدماغي، التي تظهر نتائجها في أداء العديد من المسؤولين لما لها من تأثير على حياة المجتمع والاقتصاد معاً. وعلى الدولة تنظيم العلاقة بين مكوناتها ضمن أطر ثلاثة وهي: الانتماء، الكينونة وتحقيق الذات.
الإنتماء، بمعنى أن يعرف المواطن موقعه ومع من يندمج، ويعتبر ذلك عنصراً مكملاً لوجود الإنسان. والكينونة ضمن نظام عادل تصونه الحرية وثقافة سيادة القانون وتحقيق الذات، وتأمين كل ما يلزم من تقنيات وعلوم ودراسات وفي تحقيق الاهداف الثلاثة نستطيع حينئذ تحقيق حلم الوطن الكامل على الــ10452 كلم … ويعود وطني الأجمل.
د. عصام ي. عطالله