الإصلاح طريقه بكركي!
هل سيبادر البطريرك بشارة الراعي إلى إعادة النظر في طريقة إدارة اوقاف بطريركتنا المارونية على امتداد الجغرافيا اللبنانية، ووضعها في خدمة أبناء الطائفة المارونيّة من دون استثناء، لتنعدم الشكوى في الأوساط الشعبيّة، من توقيع عقود إيجار مع متموّلين وميسورين دون سواهم من ذوي الدّخل المحدود، لتطوير الأراضي واستثمارها.
إذ آن الأوان لكي يسارع البطريرك والمطارنة إلى وضع استراتيجيّة إسكانيّة حكيمة لأبناء الطائفة، بحيث تؤسّس بكركي إدارة عقارية تكون من ضمن مؤسّساتها، على أن تضمّ نخبة من المهندسين المدنيّين والمعماريّين… وباقي أهل الاختصاص الكفوءين لوضع التصاميم والخطط اللازمة لإنشاء قرى نموذجيّة على أراضٍ مصنّفة للسكن وعلى غيرها مصنّفة للصناعة، على أن تنتقل ملكيّة الوحدات السكنيّة والتجاريّة من مالك مسيحي إلى آخر مسيحي وذلك عبر وضع شروط وضوابط قانونيّة تلزم المتعاقدين.
نعم.. لقد آن الأوان لكي نستثمر نحن الموارنة الوزنات الكثيرة التي توارثناها عن الآباء والأجداد على مر عصور الاضطهاد والألم والصمود.. كيف لا ونحن اليوم أكثر ما نحتاج إلى دعم غبطته لنا في ظلّ تنامي الهجرة واتساع رقعة الفقر وازدياد البطالة علاوة على تراخي دولتنا وتقاعسها عن تأمين متطلبات العيش الكريم لمواطنيها أصحاب الحقوق المكتسبة!
الإصلاح لا يجب أن يكون موسميّاً ومزاجيّاً بل هو عمل يومي دؤوب من شأنه أن يرتقي بالمجتمع إلى ما هو أسمى وأفيد للإنسان لا سيّما على ضوء ما ورد من بنود في نظام منظمة حقوق الإنسان للعمل من أجل رفع المستوى الحياتيّ والأخلاقيّ والمعيشيّ والاجتماعيّ والأمنيّ والسياسيّ والثقافيّ للفرد. وهنا نلفتُ إلى الأهميّة القصوى التي يجب أن نوليها للمغترب اللبناني المسيحيّ المارونيّ الذي يهبّ لخدمة لبنان وشعبه وبطريركيّته خصوصاً إذا استُثيرت همّته للمشاركة في حركة عمرانيّة نهضويّة لا سيّما على أراضي أوقاف البطريركيّة المارونيّة والرهبانيّات… إنه مطلب شعبيّ يؤيّده كلّ عاقل وخصوصاً كلّ موجوع من أبناء أمتنا..
سيمون حبيب صفير