حفّارو القبور يتربّعون في القصور!
يقول المثَل اللبناني “مَن حفرَ حفرة لأخيه وقعَ فيها”.. والمفارقة أننا نحن مَن يقع دائماً في الحُفر التي يحفرها لنا الساسة المتسوّسون حالياً وأمراء الحرب سابقاً.. فالمثَل لا ينطبق على حالتنا! فهم لم يقعوا فيها! ربما لأننا لسنا أخوة! أو أنهم اكتسبوا خبرة في الحَفر! ومدّوا الجسور وتمدّدوا على أجسادنا الممدودة! فعلى مدى عقود وكلما ظننا أننا خرَجنا من حُفرة لا نلبث أن نسقط بأخرى! حتى انقلب موّال الصافي “جنّات عا مدّ النظر” الى “حُفر عا مدّ البصَر”، حفَرها لنا المعوّكرون والعَكرون والمصطادون في المياه العَكرة.. وحفّارو القبور لا ينتمون إلى طائفة أو مذهب أو فريق معيّن.. توافقوا وترافقوا حيناً وتنافقوا وتناكفوا أحياناً.. لكنهم في جميع الأحوال والأوقات والظروف حَفروا ويحفرون قبور اللبنانيين منذ 50 عاماً وما زالوا، وأخيراً وليس آخراً حفرة أمنية وحفرة سياسية وحفرة مالية وحفرة اقتصادية وحفرة طائفية وحفرة مذهبية… التي تبدأ بالمعارك التويترية والتغريدات التوتيرية والمواقف التحريضية مروراً بالطرقات والدواليب المحروقة والعقول المخروقة والمحروقة! وصولاً إلى العيارات والعبارات النارية! والعبّارات النيابية! والإستنكارات الإعلامية والاتهامات الكلامية! وانتهاءً بالسجالات الوزارية والمناتشات القضائية! والكومبينات السياسية! وكل ذلك يدلّ إلى أننا نعيش أو نموت كي يعيشوا ويعتاشوا ويعشعشوا! والمضحك المبكي أن كلّ ما أوقعوا أنفسهم في مأزق داخلي أو خارجي، وأوقعونا في حُفَر وقبور، يتراكضون ويلجأون إلى همّة وخبرة ورؤية اللواء عباس ابراهيم! ما يدلّ إلى مدى قصر نظَر وتقصير وقصور مَن يتربّعون في القصور! التي شيّدوها بحجارة الحُفر والقبور! فليذهبوا إلى بيوتهم أو بالأحرى إلى السجون! وليتولّى ابراهيم الإدارة علّها تتنفّس البلاد وينهض العِباد بدل التراجع الآرييري والحَفر الآذاري والطاقم الأيّاري!
انطوان ابوجودة