نصّبناهم مسؤولين فنصَبوا علينا!
“بربّكم ساعدونا لنساعدكم” صرخة وزير الخارجية الفرنسي تمثّل رأي المجتمع الدولي برمّته الذي اكّد مرارا رغبته مساعدة لبنان، كما عبّر تكرارا عن امتعاضه من السياسات الفاشلة للحكومات اللبنانية المتتالية وانتقد بشدّة لا مبالاة الأحزاب والتيارات التي تعطّل الإصلاح وتتقاسم المغانم. كلام سيردده الوزير لودريان خلال زيارته الرسمية الأسبوع المقبل.
وللمشكّكين نقول بعد تواصلنا مع عدة مسؤولين غربيين ان المبالغ المطلوبة لإنقاذ لبنان، التي يقدّرونها بخمسين مليار دولار، سهلة المنال إذا توفّرت الظروف المؤاتية، معتبرين ان ما يحول دون تحصيلها ليس “المؤامرة الأميركية” كما يدّعي البعض بل آلية صرف الأموال كون المجتمع الدولي لا يثق بالمسؤولين اللبنانيين. لا نخفي اننا حاولنا العمل من خلال استحداث شبكة مؤسسات اكاديمية موثوقة، لكن تبيّن انه من المستحيل قانونا اقصاء السطات المحلية. من هنا نحمّل الحكومة الحالية مسؤولية اضاعت فرصا ذهبية بسبب ميوعتها، وعدم جدّيتها، وتحيّزها، وفقدانها ثقة المجتمع الدولي.
دول العالم قلبها علينا، عكس مَن نصّبناهم مسؤولين عنّا..ونصَبوا علينا.
القبض على الأموال المنهوبة!
يؤكّد مرجع اقتصادي غربي ان أجهزة رقابة أميركية أرسلت الى عدد من المصارف الأوروبية قائمة بأسماء مسؤولين لبنانيين، طالبين منهم مراقبة التحويلات من والى حساباتهم. ويعتبر المصدر ان هذه الآلية وضعت تمهيدا لتجميد الحسابات ريثما يتم درسها عند الحاجة من قبل مراجع قضائية مختصة.
الشخصيات المدرجة أسماءهم من سياسيين وانسباء ليسوا جميعهم من أصدقاء “حزب الله”، ما يجعلنا نربط بين هذا الحدث ومشروع قيد الدرس في عواصم غربية عدّة، يهدف الى وضع آلية قانونية لاسترجاع الأموال المنهوبة.علما ان النهب طال، بالإضافة الى أموال اللبنانيين، مساعدات قدّمتها بلدان صديقة كما مؤسسات اممية يمكنها المطالبة بجردة حساب.
جوزف مكرزل