“كنّاس هاله وسخنا”
في إحدى المناطق اللبنانية، ألغوا مكبّاً للنفايات كان يطلّ من بعيد على منزل أحد الزعماء اللبنانيين مما أزعجه، وأغضبه المشهد.
لم يجد سكان المنطقة من حل، سوى توزيع نفاياتهم بين الزوايا وخلف السيارات المتوقفة مع استراحة الليل.
كنا نعاني من مكب واحد صار الوطن كلّه مكبّات للنفايات، كل ذلك لأجل راحة السارق والناهب والآمر والناهي بأمر الله!
فجأة تذكّرت هذا الواقع المرير، وكيف كان الوزير القاتل يحضّر لإحراق البلد وإشعال الفتن بنفايات الحقد وهو يلتهم أقراص الصبيّر!
هذا هو الحال ليس في لبنان فقط بل في كل مكان من انحاء العالم، نفايات البشر منتشرة ظلماً واستعباداً وشذوذاً وإجراماً، حروب وفتن واغتصابات، وخطف وقتل وبَيع اعضاء، ناهيك عن القنابل الذرية الجاهزة بكبسة زرّ لتدمير العالم، ومجدداً حروب الفيروسات.
لقد تمكّنا من اختراع كل ما هو مخيف ومدمّر، وكل ما هو جميل، دعسناه تحت جزمة النار!!
منذ سنوات نقول ونعيد في مقال لنا بعنوان “كنّاس هاله وسخنا” ذكرت بما معناه، ان العالم لن يتوقف عن احتضان الشر، فطريق الحياة منذ البداية مرسوم وقائم على الشر والقتل…
صبّوا الزيت المغلي على قصائد الشعر، تناسوا أن الله هو أول الشطر وأن الأرض هي أول قصيدة.
جهاد قلعجي