إطاحة المنظومة المُجرمة!
يدّعي السيّد نبيه بّري القَلَق والغيرةَ على لبنان فيقول: “الوَطَنُ يُحتَضَر”. عندَ سماعِ أو قراءةِ تصريحٍ كهذا صادرٍ عن لسانِ مَن دَفَعَ الوطنَ إلى الإحتضار، يغدو أكثر من مُؤكّد، أنّ سياسيّي لبنان الذين هُم على شاكلة نبيه برّي، هُم أكثر من مُرائين ودجّالين، بل تجتمعُ فيهم أكبرُ قبائح الجحيم! والأكثرُ رياءً هو أن يقفوا دقيقة صمتٍ من أجلِ أرواحِ الضّحايا لا بل الشُّهداء، ومن أجلِ بيروتَ الدّميمة، همُ الذين قَتَلوا القتيل ومَشَوا في جنازَتهِ؛ طبعًا، فتماسيحُ السّياسة تستغلُّ حتّى الموت لمآربَ إنتخابيّة ولتسجيلِ أهداف سياسيّة مزيّفة. على أيّ حال،مجلسَا السّماسرة (النوّاب والوزراء) هما عنوانا المَكر السياسيّ، ورئاسة الجمهوريّة أُفقدَت قسرًا وقهرًا مَهَابَتَها، وذلك بسبب الكَيْد السّياسيّ على عقود من الزّمن، وآخرُها الفراغ الرّئاسيّ العَنتَريّ والغاشم عام 2016، بقوّة تهديد السّلاح الحزبلاويّ. أدّى هذا النّهجُ السياسيّ إلى اهتراء البُنى التحتيّة للنّظام اللّبنانيّ، الهشّ أصلاً، وغَدَونا مجموعةَ قبائلَ مُتناحرة لا قيمةَ لها ولا دور. إذًا، هلمّوا بنا إلى الإطاحة بالنّظام من بِكرةِ أبيه.
وما أجّج روح الطّائفيّة و”القبائليّة” والكيديّة السياسيّة أحداث قاتمة منذ الثّمانيّات، ونذكر مُعظَمَها: الإحتلال السّوري والإحتلال الإسرائيليّ والوجود الفلسطيني (قضيّة مُفَبْرَكة)، واغتيال رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميّل ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرانسوا الحاج ووسام عيد ومحمد شطح ومُحاولات اغتيال مروان حمادة والياس المر ومي شدياق والتّفجيرات المُتنقّلة، ناهيك عن حرب تمّوز و7 أيّار وأحداث عبرا وأحداث نهر البارد وأحداث القاع وتفجيرات داعش وعمليّة فجر الجرود، إلخ. كلّ هذه الأحداث التي لم تكنْ يومًا عفويّة، ها هي تُختَتَم بثورة 17 تشرين، وانهيار اللّيرة وانفجار مرفأ بيروت، لأنّه بعدَ ذلك سيدخلُ لبنان عصرًا متجدّدًا.
إدمون بو داغر