خزمتجيّة السياسة!
عندما نتابع بدايّة دراسة الوسائل والطرق الكفيلة بسدّ حاجات هذا الزخم ” الانقلابيّ” في الكيان اللبناني، نشعر أنّنا نعيش النقص البشري في العالم الثاني. أزمة تضخم الافتراءات تشعرنا بروتين الشيخوخة السياسيّة التي تظهر عليها علامات المتناقضات المصيّريّة.
عندما يعلن مندوب سياسي أنّه غير مستعد للمساعدة لا تقنيًا ولا اقتصاديًا ولا … ولا … فماذا سيكون موقف الفقر والحرمان والتفلت الفكري والأمني والاقتصادي والسياسي … غير الانقلاب الحتمي ضد الغلط حتى الانسحاق .
لا ينهض لبنان ولا يتجدد إلا بنهوض وتجدد الصحافة، وإلا فسيبقى مستقبله مرهونًا للخارج، طالما صفات التشرذم مسيطرة على ذهنيّة أصحاب السلطة. إنّ التحولات السياسيّة تبرر تراجع الوحدة الوطنية، لكن الثوابت في المواقف اللبنانيّة لا تبرر أيّ تدهورٍ أو أيّ ذعر. فكل صيغة لا تنطلق من واقع لبنان السياسي، ومن حقيقته التاريخية والبشرية، ستكون نهايتها الفشل.
واقع السياسة في لبنان معقد التركيب. جميع مشكلاته المصيرية ذات طابع ” أناني” وحلولها تكون بالتصدّي إلى تركيبة معقدة. يا أيّها السياسيّون. لبنان هو في المقام الأول، وقبل أي شيء آخر، فكرٌ!
عليكم لملمة جراح هذا الفكر على مختلف الأصعدة، فثورتنا الحقيقية تنبع من قناعات وجدانيّة، حضاريّة تستلهم الماضي والحاضر وتؤسّس للمستقبل، وهي تشدّنا إلى الانقلاب على أوضاعنا الحاضرة على جميع المستويات. طريق الإنقاذ شاقة، ولكنّها ضرورية في هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها وطننا الحبيب.
لولا رأس الهرم الحكيم، ما نُفض الغبار!
لولا رأس الهرم الحكيم، ما بُوركت الجبال!
لولا رأس الهرم الحكيم، ما صفّقت الأرزات!
لولا رأس الهرم الحكيم، ما “وِلْعتْ” الخطابات!
ثورتنا ثورة عقول، وخلاصنا بالعودة إلى التطوّع في خدمة لبنان، وليس التطوّع في خدمة خزمتجيّة السياسة!
صونيا الأشقر