زحف نحو باريس!
لم يتّخذ السياسيون اللبنانيون أي عبرة من تاريخ الوصاية السورية المشؤومة، فاعتبروا ان باريس حلّت مكان الشام وان مديرية المخابرات الفرنسية بديل لعنجر. والبرهان ان طلبات المواعيد من مسترئسين ومستوزرين انهالت على شتّى المسؤولين الفرنسيين لعرض أنفسهم للبيع كما كانوا يفعلون مع غازي كنعان ورستم غزالي.
لم يفهم هؤلاء ان البيع والشراء كانا سيدا الموقف آنذاك، اما اليوم فقد قررت فرنسا تحرير المواطنين اللبنانيين من قبضة المافيويين الذين خطفوا حقوقهم وحرياتهم، وعزمت على تغيير المعادلة. لذا الزحف لا يفيد كون التدخل الفرنسي يقتصر على مساندة اديب ومساعدته على تفادي عملية زج وزراء متنكّرين يأتمرون من الطاقم السياسي الفاسد. هذا ربما ما اغاظ معرقلي التشكيل، الذين يلعبون بالنار عن جهل او تجاهل، وفي كلتا الحالتين سيحترقون. لذا لا نزال متفائلين بنجاح اديب، على الأقل في المدى القصير.
من المنتفع من الجريمة؟
لم يعد يخفى على أحد ان مرفأ بيروت بات عرضة للصوص صغار يعملون لصالح لصوص كبار ممن نهبوا البلد. ورغم كم الخبراء المحليين والدوليين الذين يحققون في انفجار 4 آب المدمّر، حصل حريق ثان نخشى ان يكون هدفه إخفاء ادلة، ليست بالضرورة على علاقة بالانفجار، بل مرتبطة بعمليات مافيوية قد تكشف على هامش التحقيق الأول.
ام ان هناك نوايا أخرى لمخرّبين يريدون الغاء الدور الإقليمي الرائد لمرفأ بيروت. لكن لصالح من؟
نهاية اكذوبة العروبة!
السعودية على طريق التطبيع مع إسرائيل؟ هذا ما يعد به الرئيس الأميركي الذي سيختار التوقيت المناسب لخلق دينامية تساهم في إعادة انتخابه.
السعودية مستعدة لهذه الخطوة منذ فترة، لكنها كانت تنتظر ان يطلق غيرها مسار فك الارتباط مع القضية الفلسطينية. ومع دخول الدولة “العربية” الأهم نادي اصدقاء إسرائيل، تنتهي الأكذوبة التي يسمّونها عروبة.
جوزف مكرزل