إنتهى زمنُ “الجلاجيء”.. وهلَّ بصيصُ الفَجر!
قالَ يومًا شاعرُ العصرِ العبّاسيّ أبو الطيّب المُتنبّي في قصيدته التي تحملُ الشّطرَ الأوّل من هذا البيت عنوانًا لها: “لا تشترِ العَبْدَ إلاّ والعصا معه، إنّ العَبيدَ لأنجاسٌ مناكيدُ”. ومن المعلوم أنّ هذا البيت مُشبَعٌ بالغضبِ العنصريّ، ولا نتبنّاه إلاّ لنعكسَه على سياسيّي لبنان وزعماء طوائفه “العصابة”، فنُحاكي المتنبّي ونقول: “لا تزرْ سياسيّي لبنان إلاّ والعصا معك، فإنّهم لأنجاسٌ مناكيدُ”. زُمرةٌ سياسيّة نَجِسَة وكيْديّة، لا تصطلحُ إلاّ تحتَ وطأةِ التّهديد والعقوبات و”السّحسوح”! (فمَن التّالي بعد خليل وفنيانوس؟!) حاولت وتُحاولُ هذه “العصابة” الرّخيصة استمالةَ المجتمع الدوليّ مرارًا ولا سيّما فرنسا، إلى مُجاراتِها بمخطّطها المافياويّ، فجاء الجواب إلى المافيا المُتهاوية من “عاليها إلى واطيها”، أن نفّذوا ثمّ اعترضوا، ولا ننسى وطأة العصا. (ولا يطيبُ الزّيتون إلاّ بالرّص).
لا.. لن تبقى الماليّة من حصّة نبيه برّي ومَن لفّ لفّه!
لا.. لن تبقى الطّاقة والخارجيّة من حصّة جبران باسيل ومَن لفّ لفّه!
لا.. ولن نسمَحَ للكَيْد والنّجاسة السياسيَّيْن بأن يتمكّنوا من بلدِ الطّهر والعفاف لبنان!
كفانا شرًّا في هذا الوطن! فمعادلة “الميم ميم” (الميليشيا- المافيا)، تطغى على لبنان منذ عشر سنوات؛ ألمافيا تغطّي الميلشيا لتتمادى بفسادِها بمساندة السّلاح، والميليشيا تعيثُ تهديدًا وترهيبًا وفسادًا وإمبرياليّةَ مَحَاورٍ بغطاءٍ مافياويّ. عن أيّةِ دولة مدنيّة تتكلّمون إذًا، وقد حمّلتم الله سلاحًا وحزّبتموه، وهو براءٌ منكم جميعكم! والميليشيا ليست واحدةً في لبنان، فهناك ميليشياتٌ منها عَلَنيّة ومنها مُستترة وتدّعي العفّة السياسيّة والأمنيّة.
يبقى لنا أن نضعَ أمَلَنَا في حكومة مصطفى أديب “الحُلُم” التي لطالما أرادها اللّبنانيّون: حكومة إختصاصيّين وحياديّين، ذات خبرات علميّة رفيعة على مستوى مؤسّسات دوليّة، آتية على أجنحة طائر الفينيق!
إدمون بو داغر