بين جهنّمكم وجهنّمنا …
وللبحث صلة … وكأن الكارثة لم تحلّ بعد وكأن درب الجلجلة التي نمشي يوماً بعد يوم منذ سنوات لن تنتهي وكأننا مجرّد جثث تتكدّس بعد كل كارثة فيتسلّقونها هرباً من نار جهنّم التي يأخذوننا إليها بمماطلتهم وقلّة مسؤوليتهم.
يجتمعون للمزيد من التشاور من دون الضغط على أحد ثم يستريحون بانتظار أن يبادر أحدهم فيمنّنا بـ “تجرّع السمّ” والتنازل من أجل الحلحلة، فيما نحن نتجرّع سمّ جشعهم وصفقاتهم المشبوهة الملوثة بدم الأبرياء وإهمالهم الإجرامي المتفجّر وما زلنا نقاوم بحثاً عن شهيق حياة.
ويطلّ علينا رأس السلطة بخطاب صريح يوضح صورة العجز الذي هو فيه وفراغ يديه من أي حيلة يقنع فيها المعرقل بوقف العرقلة، مع اننا أمام فرصة كبيرة قد تكون الأخيرة وامام فرج قد لا يُعرض علينا مرّة ثانية، منوط فقط بالتوقف عن النهج الفاجر الفاشل المتّبع منذ الطائف في تشكيل الحكومة وتشكيل حكومة قادرة على العمل باستقلالية وتنفيذ بعض الإصلاحات لنستحق العفو الدولي. وعلى الرغم من ذلك يبقى رئيس الجمهورية من دون حلول ويبشّرنا بأننا ذاهبون الى جهنّم!
سيّدهم الرئيس، النار التي تحرقنا منذ الرابع من آب موجعة أكثر من عذابات جهنّم. أمام فوج إطفاء دفن فريقاً ثم عاد الى أرض الفاجعة لإطفاء حريق إخفاء أدلة الجريمة، أمام امرأة دفنت أخا وزوج وقريب في يوم واحد، أمام امرأة انتظرت عشر سنوات لتتزوج حبيباً مات بعد شهر، أمام أهل رفضوا الهجرة فخسروا طفلتهم ثمن إيمانهم بلبنان وما استسلموا، لا يمكننا الاستسلام.
من المستحيل ان تخيفنا جهنّم المقبلة ونحن عايشنا جهنّمكم، لكن جهنّم دعاوى الأمهات ودموع الشبان والشابات ودماء الشهداء هي مصيركم المحتّم ومهما تحايلتم فلا مفرّ لكم منها!
اليانا بدران