متى نحظى برجال قرار؟
مشكلتنا، بل قدرنا ومأساتنا ومصيبتنا، مع معظم رجالات القرار في لبنان تتلخص في مواقفهم من القضايا التي تعني الوطن والمواطن، والضبابيّة في اندراج مواقفهم تحت باب الالتزام أو تحت باب المُسايرة.
بمعنى آخر هل يقود المسؤول الناس ويأخذ المبادرات، ويضع مصالحه وحياته السياسيّة على المحك ويمضي قدماً في موقفه حتى آخر المطاف مهما كلّف الثمن وعظمت التضحيات، أو ببساطة، ينحو إلى الطريق السهل ويتّخذ موقف «أنا معكم وبابي مفتوح لكم في أي وقت»، فيستمع إلى الشكاوى والمطالب، ويبتسم ويعبس ويذرف الدموع … ويا دار ما دخلك شرّ؟!
هل نصل يوماً في لبنان لأن نتخذ قراراً ونسير به قدماً حتى النهاية مهما بلغت الصعوبات، ومن دون أن نبدأ بتعديل للقرار من هنا، وتحوير من هناك، وإحالته إلى «مدافن» اللجان، وصولاً إلى «لحس» القرار برمّته، ثم إحالته إلى غياهب النسيان، مؤكدين للملأ مرة أخرى أن القرارات في لبنان وجدت لتلغى أو كي يَعمَل بها قلة من المواطنين الصالحين … عفواً، البسطاء الساذجين!
إننا نحدر إلى قعر الهاوية، ولقد بشّرتنا السُلطة أن جهنم على الأبواب، وبلدنا في حاجة ماسّة إلى رجالات قرار … «يعني يا نبقى قدّها وقدود … يا نترك البلد».
عبد الفتاح خطاب