حكومة ولدت مُقعدة.. لماذا؟
يَحار اللبناني اليوم إزاء التركيبة الوزارية “الإسترضائية” التي صاغها الحريري “كأفضل الموجود.” لقد استبشر الناس بتسميته ووعوده بترأس فريق “تكنوقراطي غير حزبي”. وبدأ الدولار بالتراجع أمام الليرة، لكن حساب البيدر أتى مختلفاً. وباعتبار الديمومة القصيرة لهذه الحكومة، لن يسمح الوقت لهؤلاء الوزراء بالإلمام بمسؤوليات وزاراتهم ناهيك عن تنفيذها. فهل كُتب على لبنان بعد مصيبة الطائف أن تتوالى عليه حكومات عملها الأساس ملء الفراغات وإدارة الأزمات؟
وسوف نرى قريباً وزراء “شكلتهم” أحزابهم سوف يذكروننا بالوزارات السابقة، حيث رأينا من هدّد بعقاب موظف فاسد نهب “المال العام” وكان كلامه أثيرياً للإستهلاك، ومن أتقن “توصيف” مشاكل وزارته وادّعي أن الحكومة (وكأنه مندوب الصين فيها) لم تستجب لعلاجاته، ومن امتلك وزارة المالية “بوضع اليد” لتغطية الفسادات الماضية فيها.. هذه التناقضات التي استقوت من جديد ستنعكس سلباً على أداء السعد. وستأتي استحقاقات البيان الوزاري المنتظر، لتشكل الحواجز العنيدة لخطواته الآتية. ما يضع وزراءه التقليديين في وضع مريح للفساد، أما التقنوقراط، فلن ينتجوا الكثير فوق كراسيهم الدائمة الإهتزاز.
أيضاً وأيضاً، أتى تكليفه على غير ما يشتهي. صرامة الأحداث ولعبة شد الحبال لم تمكنه من تكوين الحكومة التي يبرع فيها ويطمئن لها: الحكومة التكنوقراطية البعيدة عن الأحابيل الحزبية والإقليمية. ولن ينجح فريقه”المطعّم” بمحازبين وتكنوقراط، مع التحازب السياسي القائم، وجُله “إلهي” من صنع “الثنائي الشيعي،” في أي أداء، إذ كيف يتعايش التفاح الصحيح مع المهتريء؟.
أمر واحد سينقذ حكومته – وبالتالي اقتصاد البلد – هو قبول أمنا الحنون، ومعها أوروبا وأمريكا والخليجيين بتشكيلته الوزارية رغم اختلاف ألوانها، ما يشجعها على تقديم المساعدات الموعودة. المقولة الأمريكية: “إنه الإقتصاد يا غبي!” تصدق كثيراً على وضعنا الحالي. وسيستعيد سعد،”المنقذ”، إرث والده السياسي. فلعل وعسى!.
د.هادي عيد