«أنا ناطر … وأنت»؟
شأني شأن معظم اللبنانيين أنتظر منذ سنوات طويلة أن يصل السياسيون إلى حل وفاقي للأزمة الداخلية اللبنانية، وأنتظر منذ ولادتي أن يصبح لبنان وطناً لبنيه ودولة مؤسسات وليس مجرد محطة ترانزيت للسفر إلى الخارج، وقبلها انتظرت في رحم والدتي، ومعها، أن يصبح لبنان سيداً عزيزاً مستقلاً وليس مطيّة لأحد!
ينتظر اللبناني أن يُعامل كإنسان لديه كرامة، وأن يجد عملاً شريفاً وأن يؤمّن سكناً لائقاً وأن يحصل على كفايته من الطعام والملبس، وأن تُحل مشكلة الانقطاع المزمن للكهرباء والماء ومشكلة التدفئة في الشتاء. وينتظر اللبناني تدخّل الدولة الفعلي لحمايته من جشع التجار وفواتير المستشفيات ومعاهد التعليم وربقة المصارف، وينتظر رعاية الدولة له كمواطن لديه حقوق بحيث تضمن سلامته وأمنه، ويسري مفعول ضمان الشيخوخة في أرذل عمره قبل فوات الأوان.
ينتظر اللبناني أن يصبح لبنان المزرعة ودولة المحاصصة وطناً للجميع ضمن إطار من العدل والمساواة، وأن تنكفئ الطائفية والمذهبية بوجههما القبيحين، وأن يكشف الحجاب عن ملفات الفساد لاسيما في القضاء، وأن يُعامل كإنسان له كرامة وعزّة نفس، وأن يعود السياسيون المتخاصمون إلى رشدهم، وأن يراعوا ولو لمرة واحدة في مسيرتهم السياسية مصالح الناس وحقهم في حياة آمنة كريمة في بلد مستقر.
ينتظر اللبناني على أبواب السفارات صدور التأشيرات، وينتظر صاغراً حلاً سلمياً عادلاً لمشكلة الشرق الأوسط، وينتظر مرغماً أن تتقاطع المساعي الإقليمية والدولية على مسعى توافقي للبنان أو ضمن صفقة مصالح متبادلة بين المعنيين الممسكين بأواصر الأزمة ورقاب العباد.
بانتظار أن يقلب شبابنا الأوضاع رأساً على عقب، او ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً، أنا «ناطر» مرغماً وعلى مضض … وأنت؟
عبد الفتاح خطاب