Les hommos et les aadas!
وضعنا شبيهٌ بهذه القصّة الطّريفة.
قديمًا، كان يُفرض على بعض المدارس المشاركة في مراسم الجنازة، لذا كانت المدرسة مجبرةً على إرسالِ تلامذتها للمشاركة في الجنازة ومرافقة الفرقة الموسيقية. ويومًا، كان هناك مأتمٌ احتفاليٌّ، لأنّ المتوفّى في ضيعته له قدرٌ وقيمةٌ.
وبينما كان التلاميذ سائرين مع الموكب، فإذا برجلٍ عجوزٍ يلّف على رأسه طاقيةً كبيرةً، وفوقها منديلٌ تتساقط منه خيوطٌ ذهبيةٌ وكان صاحب صوتٍ جهوريٍّ ولغةٍ مضعضعة الألفاظ، لدرجة أن ألفاظه المضطربة تشكِّلُ حالةً مضحكةً، تُجبر التلاميذ على الضّحك رغمًا عنهم، ممّا جعل مدير المدرسة يهدّدهم بالضّرب على الأصابع بسوطٍ جلديٍّ إذا حاولوا الضّحك مجدّدًا خلال هذه الجنازة المنظَّمة، لكن للأسف الشديد لم يتمكنوا من التّوقف عن الضّحك. وعند انتهاء المراسم وبعد رجوعهم إلى المدرسة، وقف المدير في وسطهم قائلاً:عقابكم سيكون وخيمًا لأنّ ضحككم هذا اليوم كاد أن يمزّق قلبي ويهدم عرق سنواتٍ دفعتها في سبيل تطوير المدرسة، عندها أجابه تلميذٌ قائلاً: يا حضرة المدير، هذا الرجل العجوز الذي ينطق بلغةٍ غريبة الألفاظ والأطوار ، لو سمعته لضحكت أنت بذاتك. عندها قرّر قبل أن يأخذ أيَّ قرارٍ عقابيٍّ بحقهم أن يتواجد مع هذا الشّخص بطريقةٍ ما، وهكذا حصل، وقد التقيا في دكان الضيعة، فعندما سمعه ، ضحك بشّدةٍ ، وفهم أنّ التلاميذ لا يستحقون القصاص، وكلام هذا الرجل كان بعض الكلمات الفرنسيّة الممزوجة بالعربية مثل “Les hommos et les aadas” التي تجعل المستمع يضحك بطريقةٍ عفويّةٍ. وهذه الافرنجيّة العربيّة التي أضحكت التلاميذ والمدير نراها اليوم ” تتبختر” مع المسؤولين الذين يدمجون ألفاظهم بلغاتٍ من هنا وهناك لكي يضلّلوا الشّعب اللبنانيّ ” المغلوب على أمره “.
وماذا سننتظر بعد، من سياساتٍ تترنّح بين العربيّة والفرنسيّة المضّعضعة؟!
صونيا الأشقر