أزمة إقتصاديّة لخيرنا..!
نفحة إيجابيّة في بداية فصل الرّبيع لا تشكو من شيء…!
إحتلّ المواطنون اللبنانيّون مكان الدّولة العاجزة خلال هذه الأزمة الوطنيّة والإقتصاديّة اللبنانيّة، والجميع يعلمُ طبيعةَ هذه الضّيقة والمِحنة الإقتصاديّة المتأتّية من عِلَلٍ غابرة وحاليّة ومنها ما هو داخليّ ومنها ما هو خارجيّ “برّاني”، وهذه الأزمة التي لم يعرف لبنان سابقةً لها، ستكون لخير هذه الشّعب لا محالة، ولكن كيف؟ هنا يكمن السرّ، وهو سرٌّ يحملُ الكثير من الإيجابيّة إذا ثابرنا عليه وعَمِلْنَا بموجبه:
بفضل القيم العائليّة والإجتماعيّة التي لا تزالُ راسخةً في مجتمعنا الشرقيّ عمومًا واللبنانيّ خصوصًا، سنتخطّى هذه الأزمة والتي من النّادر جدًّا أن تثبت أمامها المجتمعات الغربيّة مثلاً؛ سنثبت وسنتخطّاها بفضل قيم العائلة والتّعاون والتّعاضد التي ازدادت بدل أن تنقص.
أبقت جامعاتُنا ومدارسُنا الكاثولكيّة وبإصرارٍ كبير على سعر صرف الـ1500 لأقساط الطلاب، رافضةً بذلك اندحارُ شبابنا في ظلمات الجهل والتسكّع، ومجتهدةً بذلك لإبقاء مستوى التّعليم رفيعًا ومتميّزًا، بالرّغم من التقهقر المادي والإجتماعيّ اللبناني.
أدّبت هذه الأزمة العائلات المتعجرفة والأنانيّة والمُحبّة للبذخ والتّرف الكماليّين، وجعلتها تكتفي بالأساسيّات وتُعانق الأرض والطّبيعة والإنتاج المنزليّ من خيرات الأرض.
أجبرَ سعرُ الصّرف “العاهر” للدّولار الصّناعيّين والمزارعين على إيثار ودعم الصناعة المحليّة والزّراعة الوطنيّة.
باختصار، نَقَلَت هذه الأزمة مجتَمَعَنا من حالة البطَر إلى حالة القناعة والنّزاهة.
كلّ هذا التطوّر الإيجابيّ على الصّعيد الإقتصاديّ يجري في الكواليس اللبنانيّة على نار خفيفة، وهو بفضل المواطن اللبناني ولا بفضل الدّولة التي فقدت شرعيّتَها منذ زمن. ولعلّ المحاسبة والعقاب سيكونان في صندوق الإقتراع.