أسرى سفينة غارقة!
نعيش تحت رحمة مجموعة من الناس تدّعي شراكتنا في الوطن. وتذهب بالسفينة كما تشتهي مصالحها. في قعر السفينة عدد من المسارب التي ليست خفية على أحد تدخل منها المياه وتغرق السفينة بعلم الجميع وما من أحد يعمل او يجرؤ على العمل على سدها. يدّعون محاربة دود الفساد الذي ينخر بما تبقى من جسم السفينة وهم من ربّى هذا الدود وكبّره وغذّاه. يفتعلون المشاهد والمسرحيات والمهرجانات تحت عنوان الاصلاح والمحاسبة لكن فشلهم بالاخراج واضح وفي الختام لا يصدّق المشهد الاّ من هو معمي بأمل مزيّف.
سفن أخرى مرّت الى جانب سفينة الارز منها من مدّ يد المساعدة ومنها من حاول تسريب بعض الثروات من المسارب المفتوحة مستغلا حالها. لكن احدا لم يتمكن من تغيير مصيرها المحتّم بالغرق ذلك لأن ربانها وقراصنته يتلهون باختراع المعارك الوهمية تحت عناوين دونكيخوتية وبدل مكافحة ديدان الفساد يقفون سدّا منيعا أمام أي محاولة لسد المسارب والثغرات ويرفضون أي فرصة لتطبيق الديمقراطية خوفا من أن يرحلوا خائبين ويرموا في بحر الذل. ولدى سؤالهم عن سبب عدم نجاحهم في تطبيق شعاراتهم الحجج حاضرة وأبرزها هناك من يعرقل. وندخل حينئذٍ بدوامة تبادل الاتهامات وتراشق المسؤوليات و”هيدا بيحرد وبيروح يتفسّح وهيداك بيرجع” الى قيلولته وحروبه المزيّفة.
أصبحنا مهزلة أمام الجميع “مسخرونا” بعد ان كنّا مضرب مثل بالعزيمة والذكاء والابتكار اصبحنا اليوم نلهث وراء مئة دولار. فضائحهم وأعمالهم غير المشروعة ترتد علينا وهم أمام المذلّة منبطحون.
حاولنا ان نعترض وحاولنا أن نعمل بصمت لكن محاولاتنا لم تنجح فنحن نفرغ السفينة من الماء وهم يزيدون المسارب والثغرات فأصبحنا أمام خيارين إما نغرق معهم الى الأبد وإما نرتمي في المياه علّنا نلتقط حبل انقاذ.