ألقداسة والرّجاسة لا يلتقيان!
أعْلَنَ قداسةُ البابا فرنسيس أنّ “زيارتَه المُقبلة ستكون إلى لبنان” هذا البلد الذي “يعيشُ أزمةً ولديه ضعفٌ ناتجٌ عن التنوّع ولكن لديه قوّة الشّعب”. مُعظمُ الشّعب اللّبناني ينتظرُ هذه الزّيارة بتشوّق وتعطّش، ينتظرُها المسلمون والمسيحيّون على حدّ سواء، ولكن أتجرّأ وأقول: ليس هو الوقتُ المُناسبُ في هذه المرحلة لزيارة قداستِه أرضَ القداسة والقدّيسين حيثُ تعاظمت فيها الخطيئة وتملّكت أنفسَ وقلوبَ مسؤوليها الكيْديّةُ والضّغينةُ السياسيّة العمياء لترّهات وهرطقات وزاريّة تافهة كعقولِهم، مُتذرّعًا الزّعيم Pikatchu وأتباعه بحرصهم على كرامة المسيحيّين وحقوقِهم، وعدمِ عودتِهم إلى “زمن الإحباط” وأيُّ تعبير مِسخٍ هو هذا؟! أجلْ، ليس هو الوقتُ المُناسب في هذه المرحلة لزيارة قداستِه أرضَ لبنان عطر القداسة، لأنّ أوباشَ السّلطة فيه سيُظهرون وجوَههَم الماكرة أمامَه كما فعلوا خلال زيارة الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، وسيُمارسون في حضوره الكذبَ والدّجل، في حينٍ أنّ ممثّلَ المسيح وعلى غرار مُعلّمِه يُريدُنا “إمّا حارّين وإمّا فاترين، وإلاّ تقيّأنا من فمه”، وتقول الآية في الأصل: “هكذا لأنّك فاترٌ، ولستَ باردًا ولا حارًّا، أنا مُزمعٌ أن أتقيَّأك من فمي”. (رؤ 16:3). وسيأتي النّهارُ العظيم الذي سيزورُنا فيه قداسةُ البابا فرنسيس مُعلنًا انتصارَ لبنانَ على أعدائِه المنظورين وغير المنظورين.
أيّةُ كرامةٍ يتذرّعون فيها هؤلاء الأوباش؟ ليخرسوا جميعُهم من أعلاهم إلى أوطاهم، وليرحلوا عنّا وليُعانقوا مزابلَ التّاريخ! لن نتطرّق لا إلى كيس الحليب ولا إلى الموادّ المدعومة لأنّ اللبنانيّين لاطالما عانقت كراماتُهم غيومَ السّماء، في حينٍ أنّ حكّامه لامست رؤوسُهم المجارير، وهذا ليس بكلامٍ شعريّ بل حقيقة عارية. وآخرُ بِدَعِ الوقاحة والنّذالة هو تهديد الزّعيم Pikatchu بإنزال البرتقاليّين إلى الشّارع لدعم رئيس البرتقاليّين في وجه من يُطالبون عن حقّهم بالعيش الكريم.
إدمون بو داغر