ألقضيّة الخدعة..!
ستهبُّ العاصفةُ عمّا قريبٍ وستُسقطُ أوراقَ التّوتِ والتّينِ عن زُمرةِ العار و”كَوْمَةِ النّفاياتِ السياسيّة”. هذه “الكَومة” التي لم يعدْ أمَامَهَا من محظوراتٍ أخلاقيّةٍ وديبلوماسيّةٍ وقانونيّةٍ ودستوريّة؛ لقد استباحت الدّستور وضربت بالأعراف وكراماتِ المواطنين عَرض الحائط. تجرّعَت سلطة الكيديّة جُرُعاتِ العَار حتّى الثّمالة وستُدفَنُ عاجلاً وليس آجلاً مع نظامٍ تمرّغَ في مضاجعِ الزّنى على أنقاضِ دماء أبرياءٍ منذ عقود. “كَرخانةُ” هذه “الكَومة العاهرة” ستكونُ مقبرَتُها، من عاليها وأكثرِها فساداً وأعتَقِهَا عهرًا وتمرّسًا في نشوة القتل إلى واطيها.
ما نشهدُه اليوم من ممارساتٍ “همايونيّة” و”خنفشاريّة” ينتجُ عنها إفقارٌ وإذلالٌ للنّاس حتّى في عُقر ديارهم، ما هو إلاّ ذيولٌ واهية لزمرةٍ “غاشمة”، “حاطبة” تقطعُ كلّ ما قُدّرَ عليها بلا نظرٍ ولا فكرٍ ولا رحمة، وكان لها “باعٌ طويل” في زمنِ الميليشيات. نحن نعني ما نقول: حتّى أنّ حزبَ الله الذي يُرعبُ البعض، ليس سوى مُخادعٍ يستغلُّ القضيّة الفلسطينيّة للإزدياد نفوذًا وتسلّحًا وتمتينًا لمُعادلة الخوف من عدوّ واهٍ. (وليُفسّرها البعض كما يشاء).لتتفضّل إذًا إيران وشرّابَتُها الصّفراء في جنوب لبنان الأبيّ وتُظهر غيرتَها على القدس وأبنائها، وليس في بيروت ودمشق وبغداد.
وآخرُ نكبةٍ وهزّةِ أعصابٍ تلقّاها داعمو القاضية غادة عون وحاشرو أنوفِهم الموبوءة في شؤون القضاء، وتحديدًا في شأن قرار القاضي عويدات بكفّ يدها عن الملف الماليّ، وذلك من قِبَل مجلس شورى الدّولة عندما ردّ طَلَبَهم ومع الرّفض بالخطّ العريض، طالبًا منهم عدم المحاولة من جديد، لأنّ طلَبَهم يتعدّى صلاحيّاته القانونيّة. وكيف هذا يا هذا، وهم يموّهون بعضَ اللّبنانيّين بتصريحاتٍ يوهمونهم بها بأنّهم لا يتدخّلون بعمل القضاء وأنّهم مع مبدأ فصل السّلطات. وهؤلاء أيضًا ليسوا سوى ذيولٍ واهية ومُضَعْضَعَة لجيلٍ سياسيّ متهاوٍ.
إدمون بو داغر