أمّنا الحنونة تدقّ الأبواب!
“طالت الحكاية” صارت مقرفة إلى أبعد الحدود، والمقرفون هم الذين باعوا الحجر والبشر، ليبنوا دولة ” الحَكْ، بدلاً من دولة “الحَق “. ماذا ينتظرنا بعد من مفاجآت ” تفجيرية” غريبة الأطوار، مفاجآت خاضعة ” للعرض والطلب”، بعد أن حوّلوا بيروت إلى مرتعٍ للسمسرات والأحقاد، لأنّ “عرضها وطلبها” يحقّق أطماعهم السياسيّة!
يا “عَمي” والله “الطمع ضرّ ما نَفَع”.
يا “عَمي” الوطن غير المزرعة، والدولة غير مأوى العجزة.
يا “عَمي” مستقبل لبنان سيخضع بسبب الحَبَل غير الشرعي إلى جدول ” التقسيط المريح”. المرحلة صعبة، فأمّنا الحنونة تدقّ الأبواب…!
يا “عَمي” هناك أحداث وتوّجهات إقليمية تشقّ طريقها “صَوبْنا” ساعدوها، وساعدونا، وابتعدوا عن الوعظ الكلاميّ المنبوذ، فالأجوبة خلّعت الأبواب.
يا “عَمي” شرّعوا الأبواب و”التحيّات” و”الحوارات”. لم نعد نحتمل رعب الحروب، ومعاناة الفقر.
يا “عَمي” أصبحنا اليوم بحاجة إلى زراعة العقول قبل زراعة البقول.
يا “عَمي” بيروت احترقت. نفوسنا غاضبة، وممزوجة بالحسرة عليها. لا نريدها أن تتلاشى. نحن الفقراء والأوادم والثوار الحقيقيين نفهم ما هي بيروت، نفهم ما هو الوطن، نفهم ما هو لبنان.
خْلصْنا… الأزعر سيبقى أزعرًا، كذلك السمسار والنصّاب… إنّ آلام بيروت لم تعد جائزة. “حِلّوا عن ضَهرْ بيروت وضَهْرنا”، فالغضب الساطع لن يسكت أبدًا وهو آتٍِ.. آتٍ.. آتٍ.
يا “عَمي” ألا تشعرون بهذا العذاب؟ أإلى هذا المستوى تدنّت أحاسيسكم، فأصبحت خشبية “مْفَوخرة”؟
يا “عَمي” لماذا خنتم بيروت؟ لماذا طمستم الأصوات الواعدة؟ لماذا سجّلتم مستقبلنا في جحيم الإبادة الجماعية؟! أنتم عهّرتم تاريخ بيروت، وهي لن ترحمكم، والتاريخ سيحاكمكم بدموع الثكالى والأطفال بأقسى الأحكام، وهو لا يرحم.
إن حنان الأم يبقى الأقوى... وأمّنا الحنونة فرنسا لن تخذل دموعنا أبدًا.
صونيا الأشقر