أوكازيون أوكازيون.. أراضي للبيع وللاستثمار!
– ما هذا الرسم الشنيع يا صديقي لم افهم منه شيئاً؟
– أيها الغبي انها طرقات العبور نحو الحريّة.
– لكنها في اللوحة تبدو وكأنها مسدودة!
– بالطبع، تماماً كرؤوسنا المطأطئة من عشرات السنين!
– وماذا عن هذه البقع السوداء كوطاويط الليل؟
– احمق!! انها اراضينا المباع منها والمأكول!
– وهذه الاسهم هنا وهناك؟
– هذا السهم يعني ممنوع المرور! والآخر طريق مقطوع! والسهم هنا خطر الموت! أما ما تبقى من اسهم فهي تشير الى الاراضي الجديدة المطروحة على موائد سماسرة البيع او الايجار، او الاستثمار!
– وماذا عن هذا الخط المحنيّ الظهر المشلوح في زاوية الرسم؟
– إنها رايتنا المنكّسة وقد أتعبها الوقوف وجفّت أعماقها من كثرة الانتظار!
– بـ (اندهاش وتعجب) يا لها من لوحة فنيّة فريدة، أحسّ وكأنني سأختنق من شدّة الذهول والغضب!
– تعال معي لنضع اللوحة في المكان المعدّ لها (يأخذه بيده ويدخلان قاعة فسيحة ومعهما اللوحة).
– ما اجمل هذه القاعة وما اضخمها، وهذه الاضواء تشعّ كالنجوم البرّاقة، وهذا الترف بالمأكولات والمشروبات، انظر الى هؤلاء القوم ما احلى لباسهم المزيّن بالنياشين من كل الألوان، وتسريحات شعرهم، وطريقة تدخينهم، ومجوهراتهم التي تبدو في سبق لمن يلمع اكثر!
– ارجوك يا صديقي قل لي من هؤلاء القوم؟
– (بقهقه) انهم زعماء المسيرة وقادة التحرر والتحرير والحرية!
– وهذه اللوحات التي تشبه لوحتك؟
– انه معرض المزاد العلني لخرائط الأمّة العربيّة أيها الغبيّ!
جهاد قلعجي