نحتاج الى اعجوبة وليس الى حكومة!
بعد كل هذا التفتت والضياع والجنون والعذاب والقهر داخل سجن مسيّج بما يشبه الرجال، حكم مؤبّد منذ الاستقلال ما يسمّى بالوطن الكبير.
بعد ان تهدّم الهيكل وهوى جرس الكنيسة على الدرج العتيق.
بعد ان اختفى صوت المؤذن وانهالت حزنا من القبة دموع بلال.
لبنان يحتاج الى اعجوبة وليس الى حكومة.
اعجوبة تعيد الجسد المقطّع الى حلمة الأمومة، لهدف واحد ورأي موحّد.
أعجوبة تعيد صوت الحق على منصة العدل وتدعس بأقدامها الرأس المنحني طامة للزعيم.
أعجوبة ترسم الفرح على خدود الأطفال وتزيل الصقيع القاتل عن درب الغجر وتزرع الحدائق بالورد الاخضر.
أعجوبة بعودة الأمل المسلوب، وتشريع الأمل والايمان المبني على الحب، وليس الركوع تهريجاً على الصور والحجر.
اعجوبة لحرق الفاسدين والسارقين والناهبين والدجالين والمهرجين واتباعهم.
بعد كل هذا، ألا يحتاج لبنان الى اعجوبة لخروجه من غرفة العناية الفائقة ليعود الى الوطن مع غضب الشمس، وسنابل القمح وماذا ستفعل لنا كل حكومات الدنيا، ونحن ما زلنا نقرأ بوجع وغصة نفس العنوان؟!
جهاد قلعجي