الأحرف الأبجدية في المستنقعات
طيور بيروت تقتات من النفايات المشلوحة في الشوارع والأزقّة, تآخت مع الجائعين الذين يبحثون بنهم بين الاكياس العفنة ربما هناك ارغفة منسيّة هنا او هناك فيتراجع علي واحمد وجورج وجبران عن الرغبة الشديدة للانتحار..
كل الاحرف الابجدية، سقطت في المستنقعات والمجارير القذرة، لم يعد لوجودها من معنى او حاجة، فأقوال الرسل والانبياء والادباء والشعراء والعباقرة مشلوحة على الرفوف المغبّرة، تتآكل مع مرور الزمن، ما من يمسح دموعها وحزنها وألمها كآبة وموت بطيء..
هذه هي الحال، والعالم عاجز عن مفاجآت الزمن الذي لا يخشاها الفاسد والناهب والسارق، ومن سطى على وشاح الايمان لتتبدّل الأدوار فتتحول الآلهة الى خدم والفاسد المنافق الى إله!
بالمقابل تزداد حرارة الشمس، ويتكدّس البرد، الملجأ قمم الجبال، ويتعالى موج الغضب المحيطات، ترى نحو اية غاية ومصير نحو اي هدف نحن سائرون!
جهاد قلعجي