الاعتذار والجحيم!
اهتزّت العصا الخارجية محذرةً من انفجار اجتماعي قريب في لبنان يُقرأ من خلفه ما يمكننا توقعه من فوضى في الشارع وفلتان أمني بدت معالمه واضحة في الايام القليلة الماضية. ولكن جميع هذه التحذيرات والمخاوف والرسائل لم تنجح بهزّ الضمائر الميتة لأصحاب القبضة على مصائر اللبنانيين وكل ما يملكون حتّى كراماتهم. اللبناني ينتظر دوره امام محطات المحروقات ليستعطي صفيحة أصبحت تساوي نصف راتبه الشهري، ويقف على باب الفرن لعله يحصل على “ربطة” خبز من أي نوع كان يسد بها جوع أطفاله، ويبكي في الشوارع على تعاسة حظّه لأنه وُلد في هذه البقعة من الأرض ويعيش في خوف دائم من أن يخسر احد أحبائه إن مرض لأنه إما لن يتمكن من تسديد فاتورة الاستشفاء أو لن يجد الدواء كونه متوفر فقط في المستودعات المحمية من المافيات. وبينما تضيع أيام اللبناني على هذه الحال، أدمغة السلطة يتصارعون على كلمة من هنا وأخرى من هناك، يستمرون بإضاعة الوقت على نقاشات فارغة ووضيعة حول ما يسمونه صلاحيات وهالات ابتكروها لتحيط بعجرفتهم المتجذّرة على الكرسي – الحلم الذي عندما تحقق حوّل أيامنا الى جحيم ودفن مستقبلنا.
في ظل حكمكم يا أولاد الأفاعي، الأطفال يموتون بسبب فقدان الحليب، يا من لا تليق بكم أي سعادة أو معالي يهاجر شباب لبنان بحثاً عن هويّة ووطن، يا أزلام الخارج حملنا نعوش أشلاء إخوتنا وابنائنا الذين قتلتم من شدّة سفالتكم وارتهانكم وجبنكم فلا تحاولوا حتّى أن تدّعوا أنكم رجال ولا تدافعوا عن رجولتكم المفقودة وإن كانت أفواهكم ستفتح لقول أي موقف سوى الاعتذار فالتزموا الصمت. كثرة الاعذار التي تبررون بها جرائمكم مثيرة للاشمئزار وتسلّطكم لن يستمر الى الأبد وتذكروا “ما في شجرة وصلت عند ربنا!”
اليانا بدران