الحريري على نفسه دائر والباقي يتفرّج!
احتار المواطن اللبناني أي حريري يصدّق والانفصام بالشخصية السياسية سيّدة الموقف، لكل يوم كمّه من التهويل بالتكليف، والتهديد بالاعتكاف، والتنزه عبر القارات للقاء مسؤولين يجهلون لماذا يزورهم. والرئيس نائم على “ما خلّوني اعمل شي”، وسيد البرلمان المهترئ يلعب دور المحاور نظريا ولا يحرّك ساكنا عمليا باستثناء لقاءات دردشة مع السعد، وكأنهما يرتشفان القهوة في منتزه الاحباب، والبلد يتدحرج، والمواطن يُذل، والدولة تنهار. اما زمرة رؤساء الحكومات السابقين فحدّث ولا حرَج، يصعّدون “دفاعا عن شرف الطائفة” منصّبين أنفسهم رعاة على شعب نهبوه أصلا..
الحريري لا يزال يدور حول نفسه منتظرا “الارضاء المستحيل” سعوديا.. وعون يتحجّر في كهفه.. وبري يتذاكى.. والقوات على حالهم من الوعظ الممل.. والعونيون على موقفهم من النكران المُشين.. والحزب يمرر المياه تحت اقدام الجميع.. والباقي يغسلون ايديهم من دم شعب مسكين وغبي لا يزال يتمسّك بجلاّديه على أساس انهم حُماته.
عقوبات مع مفعول رجعي!
لبنان مكشوف امنيا وكل الاحتمالات واردة، هذا ما تؤكده المؤسسات الأمنية الدولية التي لا تفهم السجال السياسي القائم حول جنس الملائكة في وقت حياة المواطنين بخطر. وفي هذا السياق خرَج المفوض الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي مذهولا بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين، لِكم الكذب الذي سمعه ونكران المسؤولية الذي استشفه، كما اللامبالاة لأي عقوبات سابقة او قادمة. والحقيقة انهم يهربون الى الأمام، ظنا منهم انه بإمكانهم اخفاء مسروقاتهم كما يطمرون رؤوسهم بالتراب. صحيح ان العقوبات الاوروبية لن تقر في القريب العاجل لكن الاستقصاء حول نهب المال العام وتهريب الثروات بدأ منذ فترة، وممتلكات المسؤولين اللبنانيين وانسبائهم “مسجّلة” وهي قيد المراقبة كي لا يتم تهريبها.
العقوبات ستأتي عاجلا ام آجلا مع مفعول رجعي، صحيح ان الشعب لن يسترد حقوقه قريبا لكن والوقت لن يلعب لصالح الفاسدين بل العكس.
جوزف مكرزل