العراق يناديك .. والشرق يناجيك!!
زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق بعد طول انتظار، حوّلت الحياة إلى أرجوانة مخمليّة، حسرت بوهجها “الإرهاب” تدريجيًا! إنّها أعجوبة أرادها الله هديةً إلى الشرق الحزين، ومع حلولها، فاضت النِّعم ” الخلاصيّة” وبدأت تتردد على كافة الأراضي العراقية أصواتًا سماويّة: ارحل أيّها الإرهاب، واستعدّ أيّها السلام… العراق يناديك والشرق يناجيك!
القداديس والصلوات والعظات، جعلت أيضًا من الرياح “الإجراميّة ” الهوجاء لحونًا ملأى بالندم، صارخةً: يا ألله ارحم ضعفنا، واجعل توبتنا نشيدًا خلاصيًّا، نناشد عبره السلام الإنساني الحقيقي.
على الرغم من الظروف الصعبة التي يتخبّط فيها الشرق الأوسط ، فإنّ بوادر الأمل ” التغييريّة ” بدأت عناقيدها تلوّح بعرس قانا جديد! والأيادي الشريرة التي أهلكت شرقنا وأهرقت دماءنا، ستنكسر بإذن الله.
السياسيون البارزون الذين تركوا بصماتهم في تاريخ لبنان وحفروا في الزمن السياسي، ومن بينهم الرئيس كميل شمعون رحمه الله، كانوا يحلّلون بأنّ الحرب في الشرق الأوسط تبدأ في العراق وتنتهي من العراق، وزيارة البابا فرنسيس ستتوّج الخاتمة.
الحروب التي طاولت شرقنا ودمّرت معنوياتنا ، فرضت على كلّ أدمغتنا سلوك طريق الهجرة ” الشرقيّة ” صوب الرحاب “الغربية”، وأصبحنا للأسف الشديد، نفتقد إلى الأدمغة التي ستعيد بنيان ما سُلِب منّا قسرًا! إنّه حلم؟ ولكن مع زيارة قداسة البابا سيصبح الحلم حقيقة.
رئيس دولة الفاتيكان زار العراق، حاملاً معه سنبلة السلام المكرّسة من خيمة ابراهيم أبو الأنبياء التي لن تترك جائعًا إلاّ وستطعمه بالرحمةً الإلهية. نِعَم سنبلة البابا إلى عراق في هذه الظروف الصعبة، نادرة الوجود، وستطال نعمها شرقنا الدامع! ونحن في لبنان ننتظر السنبلة، لكي تمنحنا الرحمة ” المعيشيّة” بعد وفاة “الرحمة” لدى الطبقة السياسيّة الحاكمة.
صونيا الأشقر.