Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

الفرج الأميريكيّ!

بعد طول انتظارٍ تحقّق حلم معظم اللّبنانيين بوصول “دونالد ترامب” إلى سدّة رئاسة الولايات المتّحدة الأميريكيّة، أمّا نحن فنشارككم الفرحة بكلّ طيبة خاطرٍ وهدوء بال، لأنّ ما نعيشه اليوم من كابوسٍ حياتيٍّ وواقع مرٍّ غير مقبولٍ بعد أن جعل الهشاشة الحياتيّة كأسًا يمتاز بمرارةٍ لا يستحقّها الإنسان اللّبنانيّ المقهور الذي أتعبته الحرب بين الفترة والفترة من الزّمن منذ ولد حتى اليوم.

لمَ هذه الفرحة التي تتناقلها ألسنة معظم اللّبنانيين، وكأنّ ” الفرج الأميريكي” هو امتدادٌ للجمهوريّة اللّبنانيّة؟ فلوكان هذا الواقع صحيحًا من قبل المسؤولين الأميريكيين، فهل تظنّون أنّ شخصًا واحدًا مسؤولاً حتى ولوكان رئيسًا للولايات المتحدة الأميريكية يستطيع أو يتمكّن من اتّخاذ قرارٍ بوقف الحرب والنّزف في لبنان وحده من دون الرّجوع إلى بقية المسؤولين في البلاد الأميريكيّة؟

والأسوأ من كلّ ذلك أنّ الرئيس المنتخب “دونالد ترامب” سيتسلّم تقاليد الحكم بعد شهرين من انتخابه، ناهيك بعد تسلّمه حيث يجعل نفسه لدراسة الملّف اللبنانيّ، وهذه الدّراسة بحاجةٍ إلى فترةٍ زمنيّةٍ لكي يوافق عليها معظم المسؤولين، إذ ذاك نسأل ضمير العالم وضمير وفرةٍ من المسؤولين أين مصير لبنان من الحرب؟ ونسأل أيضًا هل يتمكّن أن يبقى الجنوب، وكلّ المناطق اللبنانيّة صامدةً؟ تلك التي تتعرض للعدوان الاسرائيلي يوميّا من دون رحمةٍ؟ ما هذه الفوضى المصيرية التي شرّدت أبناءها ورمتهم في أحضان الضّياع على الصّعد كافةً؟

في سياق هذا الكلام يجب أن نقول إنّ الابتعاد عن المصالح الشّخصيّة تجاه مصلحة لبنان أصبحت ضروريّةً جدًّا في هذا الظّرف الصّعب الذي بات يهدّد الكيان اللّبنانيّ، وهذا الكيان لا ينقذه إلا انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة اللّبنانيّة لأنّ القرارات الدّوليّة بحاجةٍ إلى رئيسٍ يحكم، والحكم يكون بطبيعة الحال إلى الأغلبية السّاحقة كما حصل في الولايات المتحدة الأميريكية بوصول الرّئيس ترامب، ونحن في لبنان يجب أن ننظر إلى الأغلبيّة السّاحقة لانتخاب رئيس للجمهوريّة اللّبنانيّة، لأنّ في ذلك قضيّة وطنٍ وشعبٍ بحاجةٍ إلى قائدٍ حكيمٍ يتسلّم مقاليد الحكم!

صونيا الأشقر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى