” الكَفنْ ما عِندو جْيوبْ”
المسؤولية التي تعانق التواضع المبدع والصدق اللامع بحاجة إلى مسؤولٍ ناجح، تتميّز أجوبته بالشجاعة المبرمجة في داخل قوالب بسيطة من الكلام، مختصرها هادف وشديد القسوة… كم نفتقد إلى مسؤول من هذا النوع الذي لا يتناسب مساره الإنقاذي مع هذه الطبقة الحاكمة. المطولات والتفسيرات والتحليلات “الفلسفية” السياسيّة تؤدي إلى زيادة في عدم الفهم وفي تغليب الباطل على الصواب. وضعنا الميؤوس في لبنان يظهر جليًّا عبر مسار هذه الحادثة النابعة من عظمة الإنسانيّة.
ــ اقتربت بدويّة ذات يوم تطلب صدقةً من ” فيلسوف الفْرَيكة” أمين الريحاني فإذا به ينتضي من جيبه ليرةً ذهبيةً مسلِّمًا إيّاها إلى البدوية بكلَّ ارتياح وطيبة خاطر، فإذ بشقيقته “سعدا” تصرخ في وجهه قائلةً: ماذا فعلت يا أمين؟ فأجابها والبسمة تسيطر على محياه: اطمئني يا سعدا ” الكَفنْ ما عِندو جْيوبْ”!!!
كم وكم تحمل من التغيير هذه العبارة المرتجلة من مبدعٍ متواضعٍ، حاور مفاتيح كلِّ الدول، نراه يختصرعبرها مسافة الحياة المحفّزة للضمائر …!
أصبحت الحياة السياسية في لبنان، بفضلكم يا أصحاب “الليرات الذهبية”، معقّدة جدًّا. اتّخذوا هذه العبارة، عبارة أمين الريحاني، تعمّقوا بها وستصلون بالطبع إلى حلّ مشاكلكم “الطمعيّة”. الحلّ بسيطٌ وصعبٌ في الوقت نفسه، ولكن حوار “الكفن” سيساعدكم على مراجعة حساباتكم تجاهنا، وتجاه أجيال المستقبل…!
لماذا حوّلتم مسارنا السياسّي إلى صفحةٍ مطويّةٍ في ذمّة التاريخ، بعد أن عصفت به الأنانيّة، وجرفته أطماع الليرات الذهبية إلى “جهنم”!!! فإذا القرميد الأحمر الوادع، الهانئ يصبح مشوّه الوجه، لا لون له ولا حياة، بعد أن عكّرت سياستكم سكونه، وغيّرت ملامحه، لا سيما بعد أن نغّص الفقر سعادته.
ناءت ذكرياتنا الجميلة في زمنكم “الحاقد” … وهذه هي مشكلة لبنان!!!
صونيا الأشقر