اللجوء الشرعي الى الموت
في مراكب تتقاذفها الامواج العاتية، الحياة والموت يتصارعان، في رحلات عنوانها الاوحد البحث عن حياة افضل اينما وجدت ، ربما تكون ليست على بساط هذه الفانية.
اللجوء الشرعي الى الموت ، قد يريح حتما من اتعبته عبثيات أهل الارض السائرة بهم الى الهلاك والاضمحلال والانسحاق تحت ضرباتهم الموجعة .ضاقت بهم سبل الحياة ، فركبوا المخاطر علهم ينجون الا ان القدر كان لهم بالمرصاد ، بعد ان استبدت بهم اهواء المقامرين وسماسرة العبور بهم الى الجنة الاوروبية الموعودة ، في المقلب الثاني في عالم على الاقل ظاهره ديموقراطي تسوده العدالة واحترام الانسان.يتركون ارضهم المليئة بالموت المنتشر على ارصفتها وساحاتها واريافها، ليبحثوا عنه في عرض البحر بين افواه الاسماك والحيتان الجائعة ، لا فرق الحوت حوت هنا وهناك والموت واحدهنا وهناك، والحياة المحفوفة بالخطر تتلاطمها الامواج في اي مكان.
هذا هو قدر الفقراء السائر بهم الى نهاية الارض ، والى ركوب البحر المميت .
واما من حالفه حظ النجاة ، والتمس اللجوء المستغيث جوعا وبردا وألما وانسانية صماء الأذن والضمير، يحصل عليه مدرجا ببكاء اطفاله ونحيب نسائه ،ودماء رجاله الهاربين الى مجاهل المدنية الجديدة ، طارحين ذواتهم في العراء ، تحت قبة” القاعدة الآمرة للقانون الدولي التي تمنع طرد أي لاجىء من منطقة واعادته الى وطنه،حيث قد يتعرض الشخص للأضطهاد ثانية”.
فبين الانصياع في بلادهم الى سكينة الذل والفقر والاضطهاد ،لقد اختاروا التمرد والهروب أمام البحر فماتوا في اعماقه ، ليعبروا الى مساكن النور العلوية حيث لا فقر ولا اضطهاد ولا تحالفات وتسويات …