الموت على الأبواب!
ماذا يسعنا القول، الموت على الأبواب ونداؤنا الوحيد: “يا الله، يا يسوع، يا مار شربل، ويا جميع القديسين … ساعدونا”.
هذه هي العبارة التي باتت تتكرّر على شفاهنا في هذه الظروف الصعبة، والأسوأ أنّنا في حاجة إلى الخلاص من وباءين: وباء الكورونا ووباء المسؤولين.
“ربنا يلطف”. وضعنا حسّاسٌ ومقلقٌ إلى درجة الانهيار، وما زلنا ننتظر المساعدة من الخارج!!!
أصبحنا نواكب انتخابات رئاسة الجمهورية الأمريكيّة، ونهتم بها أكثر من انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانيّة. أيعقل أنّ سخرية السياسة وصلت إلى هذا الدرك من الإنحطاط؟
يقول المثل اللبناني: “ما بِحكْ جلدك إلا ضِفرك” يجب الاعتماد على أظفارنا، لأنّ وقعها يكون أقل ضررًا علينا، فأظفار الغرباء وقعها قاسٍ علينا! يجب الابتعاد عن شعار ” فرّق تسُد”، لأنّه يعبّر عن نهج السياسات الخارجية، يجب أيضًا الفصل بين خيرها وشرها، فعندما يختلط الملح مع السكر في طريقةٍ عشوائية، يصبح الطعم غير متوازن، وبالتالي فإنّ عدم التوازن في الداخل سيؤدي إلى الشلل الكليّ.
ومن أجمل ما قال فولتير: “Cultivons notre jardin”! عليكم الحفاظ على حدائقنا وليس على حدائق الغرب، عليكم زرع الحبّة ” الوطنية” التي تنتج حصادًا ” بلديًّا” وليس “الحبّة” الغربية” التي تنتج حصادًا ” مصلحجيًا”.
آه يا بلدنا ، استبدلوا بذورك “البلدية” وصنعوا منها أنواعًا غريبة الأطوار والأجناس. تُرى من أنتم أيها المسؤولون ، تتعاملون معنا كأنّنا دمًى بسيطة محدودة الأفكار، أليس هذا ظلمًا في حق الأجيال الصاعدة؟! بات أملنا في الوصول إلى الخلاص صعبًا بوجودكم، لكنْ وإن تأخرنا، فلا بدّ من والوصول إلى بر الآمان، شئتم أم أبيتم! الموت على مذبح الحرية والكرامة، يقرع طبول الحرب الأهلية، وأنتم كما أنتم … لا تتزحزحون.
صونيا الأشقر